في ذكرة ثورة «25 يناير» .. «الجيش المصري الباسل» يحمي «الشعب الثائر»

الموجز

تقرير هام نعيد نشره نقلاً عن "أخبار اليوم المصرية" عن علاقة من نوع خاص تربط المصريين بقواتهم المـسـلـحـة، فـلا يـوجـد بـيـت مـصـرى لـم يدخل أحــد أفـــراده الجـيـش، ومــن هـنـا كــان الجـيـش دومـا هـو السند الحقيقى فـى كـل أزمـة مرت بها مصر على مر التاريخ.. المصريون يعتبرون انتقاد الجيش أو توجيه أى لوم لأحد أفراده أمرا غير مقبول، بل إنهم يرفضون استكمال الحـديـث مـع مثل هـؤلاء الأشـخـاص.. تاريخ طـويـل للجيش فـى حـمـايـة المـصـريـين، ولعل ثــورة ٢٥ يـنـايـر ٢٠١١ كـانـت واحــدة مـن أهـم الأمثلة وأبرزها على الإطلاق فى إظهار كيف أن الجــيــش المــصــرى يـقـف دومـــا إلــى جـانـب الشعب ويعتبره المصدر الوحيد للسلطة وأنه الوحيد صاحب الحق فى تحديد مصيره وأنه إذا أراد شيئا سيتحقق رغم أنف أى أحد بحسب ما كتبته أخبار اليوم.

مع نص التقرير الذي نشرته صحيفة أخبار اليوم في الإحتفال بذكرى ثورة يناير 2018 

مع انفجار ثورة ٢٥ يناير، أعلن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وقوفه إلى جانب المطالب المشروعة للشعب المصرى بكل طوائفه وانتماءاته وهو الأمر الذى أعطى دفعة كبيرة للشعب المصرى المنتفض وحين حدث الفراغ الامنى وطلب الرئيس الأسبق مبارك من الجيش النزول إلى الشوارع نزلت قوات الجيش للشوارع لإنـقـاذ مصر مـن الـدمـار وكـان لهذا النزول عدة مكاسب أهمها حماية الثورة من البلطجية وأعدائها وهى الحماية التى حفظت لهم الاستقرار والبقاء الآمن وأوجدت تلك الحماية لدى الشعب إحساسا بالثقة جعلتهم يطالبون بالمزيد من المطالب، كما كفل نــزول الجيش السيطرة على عمليات التدمير التى قام بها عملاء النظام السابق وإيقاف هروب السجناء وحفظ الأمن العام وإيقاف مسلسل القتل وحماية المنشآت العامة والخاصة والأرواح والممتلكات.

كما حفظ الجيش مصر من أحداث الفتن نتيجة احتمال استغلال بعض القوى الخارجية للفراغ الأمنى لتنفيذ خطط عدائية كاستهداف الكنائس وتصويرها للعالم بـأن المسلمين بدأوا فى قتل المسيحيين وهو ما وقف الشعب المصرى كله لمنعه.

وأيـد الكثير من المحللين قـرار الجيش النهائى بأن الشرعية الشعبية الثورية هى الأصلح والباقية فأعاد نشر قواته فى القاهرة والمحافظات وتكثيفها قرب المواقع الحيوية كالقصور الرئاسية والهيئات الكبرى ومبنى الإذاعـــة والتليفزيون والـــوزارات إعـلانـا بـأن الأمــور تتجه نحو استلامه السلطة لنقلها للشعب مدنيا كما تعهد بعد ذلك.
ثم جاء بيان الجيش الذى أعقب تنحى الرئيس الأسبق مبارك ليطمئن الشعب على أمنه وأمانه ومستقبله بتعهده لحماية الثورة وادارة المرحلة الانتقالية نحو الديمقراطية ومؤكدا أن المجلس الذى فوضه الرئيس الأسبق لادارة شئون البلاد ليس بديلا للشرعية التى يرتضيها الشعب.
وحول دور الجيش فى حماية الثورة أكد اللواء طلعت موسى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا ان القوات المسلحة هى العمود الرئيسى لنجاح ثورة يناير، حيث قامت بتأمين المتظاهرين السلميين وتصدت للمخربين الذين كانوا يريدون هدم مصر واستغلال هذه الفترة فى إسقاط كل مؤسسات الدولة، فمنذ اللحظة الاولى لشرارة ثورة يناير انتشرت القوات فى ربوع مصر وكان دورها واضحا ومعلنا وهو حماية حق التعبير عن الرأى، فلم تقف فى وجه أى مواطن يريد التعبير عن رأيه بطريقة سلمية.

وأضـاف اللواء موسى بعد نجاح الثورة وقفت القوات المسلحة تعمل على تنفيذ أهـداف الثورة عـلـى أرض الـــواقـــع، ولـــم تــتــرك مـصـر لبعض الانتهازيين لكى ينقضوا على أمــور الـبـلاد، بل وقفت لهم بالمرصاد وتسلمت إدارة شئون البلاد وضمنت الحماية الداخلية والخارجية.

وأضاف المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا: أنه لولا تدخل قواتنا المسلحة للحفاظ على شعب مصر ومؤسساته وأراضـيـه لأصبحنا فى حالة اقتتال داخلى مثل سوريا او اليمن، بل كانت ستتدهورأوضاعنا ونعود الى ١٠٠ سنة ماضية من الضعف،
وأشار الى ان القوات المسلحة وقفت تحمى مصر مـن الخـارجـين عـن القانون وتـوجـه الصفعة تلو الاخـرى وتضبط جواسيس الخـارج وتمنع البناء على الأرض الزراعية وتحمى المنشآت الحيوية من بطش الفوضى والمخربين وعملت على الفصل بين القوى المتصارعة على حكم مصر.

وأكد اللواء ا.ح عادل العمدة المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا أن القوات المسلحة كانت الرقم الأهم فى المعادلة الصعبة لثورة ٢٥ يناير، حـيـث قـامـت بـالـتـصـدى لـلـمـؤامـرات الـداخـلـيـة والخارجية لانها كانت على ادراك كامل لحجم التحديات والتهديدات والمؤامرة التى تريد اسقاط الدولة المصرية التى تتم من خلال قوى إقليمية وأجهزة مخابرات دولية وبتعاون مع فصيل داخلى يـقـوم بتهييج المـواطـنـين فـى مـحـاولات حسيسة لتدمير كل مؤسسات الدولة.

وأشــار الـلـواء العمدة إلـى ان الـقـوات المسلحة تحملت ما لا يطيقه بشر والتزمت بكل درجـات ضبط النفس ولــم تطلق رصـاصـة واحـــدة تجاه متظاهر وأضاف انه كان فى تلك الأثناء الحاكم العسكرى والمسئول عن تأمين المنطقة المركزية بالقاهرة، وكانت دائما هناك تعليمات من القيادة العامة للقوات المسلحة بعدم اطلاق أى رصاصة على المتظاهرين وحمايتهم، ونزع الرصاص الحى من الجنود والاكتفاء بوضعها مع القادة.

وأوضـح: أنه كانت هناك قلة غير واعية تريد جر القوات المسلحة الى مهاترات وصدام مباشر ورغم أفعالهم الاستفزازية كانت التعليمات دائما باحتوائهم وعـدم الانجــرار معهم لحـرب شـوارع، وأضــاف: ان الجيش حمى الشعب حماية كاملة بـأمـان نـابـع مـن حماية الامـــن الـقـومـى المصرى للدولة المصرية.

وأشار المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا إلـى ان الجيش منذ بـدء ثـورة يناير تحمل كل شئون البلاد ولم يتوقف موظف واحد عن صرف راتبه رغم الظروف الاقتصادية الصعبة التى كانت تمر بها مصر، ولم تتوقف المياه عن الوصول الى الموطنين فى منازلهم، ولم تتوقف الإمدادات البترولية فى محطات الوقود، حتى فى فترات الاعتصامات والمطالب الفئوية مثل امتناع سائقى النقل العام عن العمل، صدرت التعليمات بنزول أتوبيسات القوات المسلحة لنقل المواطنين إلى مقر عملهم وإعادتهم إلى منازلهم.

تعليقات القراء