فقد القائد البريطانى أعصابه وفتح نيران دباباته على «قسم شرطة الإسماعيلية» ليجد نفسه أمام «أبواب الجحيم» .. رجال البوليس المصري يلقنون العدو الإنجليزي درساً عسكرياً قاسياً .. «25 يناير عيد الشرطة»

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم 

فقد القائد البريطانى أعصابه فقامت قواته ودباباته وعرباته المصفحة بمحاصرة قسم شرطة البستان بالإسماعيلية لنفس الدعوى، بعد أن أرسل إنذارًا لمأمور قسم الشرطة يطلب فيه منه تسليم أسلحة جنوده وعساكره، غير أن ضباط وجنود البوليس "الشرطة" رفضوا قبول هذا الإنذار ووجهت دباباتهم مدافعهم، وأطلق البريطانيون نيران قنابلهم بشكل مركز وبشع بدون توقف ولمدة زادت عن الساعة الكاملة، ولم تكن قوات البوليس "الشرطة" مسلحة بشىء سوى البنادق العادية القديمة، هكذا تحدث أحد المعاصرين لمعركة الإسماعيلية الشهيرة عن تفاصيل معركة الصمود التي خلدها التاريخ المصري لتصبح "عيدا للشرطة ولمحافظة الإسماعيلية".

قبل غروب شمس ذلك اليوم حاصر مبنى قسم البوليس "الشرطة" الصغير مبنى المحافظة فى الإسماعيلية، سبعة آلاف جندى بريطانى مزودين بالأسلحة، تدعمهم دباباتهم السنتوريون الثقيلة وعرباتهم المصفحة ومدافع الميدان، بينما كان عدد الجنود المصريين المحاصرين لا يزيد على ثمانمائة فى الثكنات وثمانين فى المحافظة، لا يحملون غير البنادق.

واستخدم البريطانيون كل ما معهم من الأسلحة فى قصف مبنى المحافظة، ومع ذلك قاوم الجنود المصريون واستمروا يقاومون ببسالة وشجاعة فائقة ودارت معركة غير متساوية القوة بين القوات البريطانية وقوات الشرطة المحاصرة فى القسم، ولم تتوقف هذه المجزرة حتى نفدت آخر طلقة معهم بعد ساعتين طويلتين من القتال، سقط منهم خلالهما 56 شهيدًا و80 جريحًا وهم جميع أفراد جنود وضباط قوة الشرطة التى كانت تتمركز فى مبنى القسم، وأصيب نحو سبعين آخرين، هذا بخلاف عدد آخر من المدنيين وأسر من بقى منهم، ولم يستطع الجنرال "اكسهام" أن يخفى إعجابه بشجاعة المصريين فقال للمقدم شريف العبد ضابط الاتصال‏:‏ "لقد قاتل رجال الشرطة المصريون بشرف واستسلموا بشرف، ولذا فإن من واجبنا احترامهم جميعًا ضباطًا وجنودًا".

 

تعليقات القراء