صدمة حرب أكتوبر هزت قادة العالم.. جولدمائير: خط بارليف مثل «قطعة الجبن».. نيكسون: خيبة أمل مشتركة بين «السي آي إيه» و«الموساد».. ووزير الجيش الأمريكي: «نجوت بمعجزة»

الموجز - شريف الجنيدي  

كان يوم السادس من أكتوبر عام 1973 يوماً مصيرياً وفارقاً في تاريخ كل المصريين، فلم يكن تحقيق النصر على العدو الصهيوني فقط هو العنوان الرئيسي لتلك الملحمة، بل هناك عناوين أخرى مثل الإرادة والثأر واسترداد الأرض والكرامة.

وبفضل عزيمة وإصرار المصريين، كان لهذا اليوم صدى عالمي كبير، حيث كان نصر أكتوبر بمثابة الصدمة والكارثة للقادة الإسرائيليين وحلفاؤهم الأمريكيين.

وقالت رئيسة وزراء إسرائيل آنذاك جولدمائير إنها ستظل تحيا بهذا الحلم المزعج بقية حياتها، مضيفة "لن أعود الإنسانة نفسها مرة أخرى التي كانت قبل الحرب".

وأضافت: "خط بارليف أصبح مثل قطعة الجبن المليئة بالثقوب، إننى أشعر بهّم ثقيل على قلبي لأن المصريين حققوا مكاسب قوية في حين أننا عانينا ضربة ثقيلة، لقد عبروا قناة السويس، وأنشأوا كباري للعبور، حركوا عليها المدرعات والمشاة والأسلحة المضادة للدبابات، ونحن فشلنا في منعهم من ذلك، ولم نستطع أن نلحق بهم إلا خسائر قليلة".

وعلّق وزير الدفاع الإسرائيلي آنذاك موشى ديان قائلاً إن "الحرب أظهرت أننا لسنا أقوى من المصريين، وكانت الحرب بمثابة زلزال تعرضت له إسرائيل، وأن ما حدث في هذه الحرب أزال الغبار عن العيون، وأظهر لنا ما لم نكن نراه قبلها، وأدى كل ذلك إلى تغيير عقلية القادة الإسرائيليين".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي أبا آبيان إنه قد طرأت متغيرات كثيرة منذ السادس من أكتوبر ١٩٧٣، مشيراً إلى ضرورة "ألا نبالغ فى مسألة التفوق العسكري الإسرائيلي.. بل على العكس فان هناك شعور طاغيا فى إسرائيل الان بضرورة إعادة النظر فى علم البلاغة الوطنية ..إن علينا أن نكون أكثر واقعية وان نبتعد عن المبالغة".

أما على المستوى الدولي، فصرح الرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون أن انتصار مصر في حرب أكتوبر هو "خيبة أمل مشتركة بين المخابرات الأمريكية والإسرائيلية".

وقال نيكسون في مذكراته: "إنها خيبة أمل كبيرة من المخابرات المركزية الأمريكية سى.أى.إيه، وكذلك من المخابرات الإسرائيلية المتعاونة معها، التي كنا نظن أنها ممتازة.. إننا لم نظن أن حرب ٦ أكتوبر ١٩٧٣ سوف تندلع ضد إسرائيل إلا قبل ساعات قليلة من اندلاعها".

وأبدى هنري كيسنجر وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية السابق، مفاجئته الشديدة من نتيجة الحرب، قائلا: "فاجأتنا حرب أكتوبر على نحو لم نكن نتوقعة، ولم تحذرنا أية حكومة أجنبية بوجود خطط محدد لأي هجوم عربي".

وقال وزير الجيش الأمريكي، هوار دكلارى، إن نجاته من الحرب معجزة لا يعلم كيف حدثت.

وأضاف: "إذا كانت كتبت لي النجاة في تلك الليلة، فإن ما حدث كان معجزة.. القذائف المصرية لم تكف عن تدمير تجمعاتنا ومواقعنا طوال الليل، إنني لا أستطيع أن أفهم كيف نجوت مع بعض الجنود من هذا الجحيم".

ويقول وزير الدفاع الأمريكي، جيمس شليزنجر، إن الإسرائيليون "أدركوا أخيرًا أن أمنهم لا يمكن أن يتحقق بمجرد الاحتفاظ بالسيطرة العسكرية، بعد أن أصبحوا موضع تساؤل".

وقال مدير التطوير في الجيش البريطاني، الجنرال فارا هوكلى، إن لدروس المستفادة من حرب أكتوبر "تتعلق بالرجال وقدراتهم أكثر مما تتعلق بالآلات التى يقومون بتشغيلها، فالإنجاز الهائل الذي حققه المصريون هو عبقرية ومهارة القادة والضباط الذين تدربوا، وقاموا بعملية هجومية جاءت مفاجأة تامة للطرف الآخر، على رغم أنها تمت تحت بصره وتكملة لهذا أظهر الجنود روحًا معنوية عالية في عداد المستحيل".

وصرح رئيس الوزراء الفرنسي بيير ميسمير أن العالم "دخل نتيجة حرب أكتوبر في مرحلة اقتصادية جديدة، ولن تعود أحوال العالم إلى سابق عهدها قبل هذه الحرب".

تعليقات القراء