الصفعة المصرية على وجه إسرائيل .. تفاصيل أخطر خطة خداع في تاريخ الحروب الحديثة ..كيف خدع السادات «الموساد والمخابرات الأمريكية» باستخدام أشرف مراون؟

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم 

بعد انتهاء الجولة العربية ـ الاسرائيلية الثالثة صيف‏1967,‏ ظن قادة اسرائيل أنها الحرب التي أنهت كل الحروب‏,‏ ولم يبق أمام العرب سوي الاستسلام.

وكانت التصريحات الاسرائيلية في الفترة مابين‏67‏ و‏73‏ تكشف نوايا اسرائيل لكسب الوقت والتسويف في السعي الي تسوية مشكلة الشرق الأوسط ولعل اخطر ماصرح به الاسرائيليون هو ثمة فارق كبير بين اعادة صحراء‏,‏ وإعادة الأراضي العربية المحتلة بداية من مرتفعات الجولان وانتهاء بصحراء سيناء‏,‏ والمعروف عن قادة اسرائيل انها يعتمدون ـ دائما ـ علي إقرار سياسة الأمر الواقع للعديد من الأسباب أهمها اعتقادهم الدائم بان زمام المبادرة في ايديهم وانهم يملكون حق تقرير الانسحاب من الاراضي العربية المحتلة‏,‏ أو ما اذا كانت حدود وقف اطلاق النار هي حدودهم الآمنة‏,‏ وايضا اعتماد اسرائيل علي التأييد الأمريكي واستخدام الفيتو عند تعرض اسرائيل لخطر الإدانة‏.‏


ومن بين تلك الأسباب ـ أيضا ـ الثقة الاسرائيلية المفرطة في أن أمريكا سوف تمدهم بما يحتاجون من أسلحة ومعونات مالية ودعم سياسي في كافة المحافل‏,‏ وهو مايمنحهم صمودا طويل الأمد‏.‏


ورأت مصر ـ كما يقول الخبير الاستراتيجي اللواء صادق عبد الواحد بعد الجولة العربية الاسرائيلية الثالثة ضرورة العمل باقصي قدر من الطاقة والاحساس بالمسئولية لتوفير المناخ الصحي لحرب التحرير وامتلاك اسلحتها الاستراتيجية مضيفا أن لاسبيل إلي انسحاب اسرائيل من الاراضي العربية الا بالحرب‏,‏ وكان لابد من توافر القوي العربية من أجل التصدي لإسرائيل‏,‏ وانطلاقا من هذا الواقع تحركت مصر في ثلاثة اتجاهات‏,‏ خطة دبلوماسية مكثفة تهدف إلي تأييد عالمي للقضية الفلسطينية‏,‏ وجمع شمل العرب‏,‏ وخطة إعداد القوات المسلحة المصرية لخوض المعركة المصيرية مع اسرائيل لتحرير الأرض‏.‏


واضاف الخبير الاستراتيجي ان القوات المسلحة استطاعت اللحاق بالتكنولوجيا العسكرية الحديثة‏,‏ وحصلت في سرية تامة علي أحدث المعدات الإلكترونية البالغة الدقة بجانب التطوير المستمر للمعدات والأسلحة وفقا لتقرير مراكز الاختبار‏,‏ ومعاهد التطوير الفنية العسكرية‏,‏ حتي إن التقارير العسكرية الغربية قد قالت نتيجة للدراسات التي اجرتها مكاتب الابحاث العسكرية اخرجت الصناعات السوفيتية اسلحة تتلاءم مع حاجات مصر واجوائها‏,‏ وقد استطاع الطيار المصري المقاتل أن يطوع أنواع طائراته بالشكل الذي يتناسب مع أجوائه‏,‏ فقد قاتل وناور ببراعة بطائرات الميج‏21‏ فانتصر علي الفانتوم الاسرائيلي‏,‏ الأمر الذي حمل الدوائر العسكرية الغربية علي الاعتقاد بان مصر قد حصلت علي احدث الطائرات السوفيتية ميج‏23.‏


الدفاع الجوي مهمة رئيسية
ويواصل اللواء صادق عبد الواحد حديثه عن تطوير مصر قواتها المسلحة استعدادا للمعركة القادمة قائلا لقد طورتها علي أسس قوية أهمها تحديد المهام والتنظيم والتخطيط من خلال تحديد حجم القوات المسلحة لمهمة واحدة وهي القتال طبقا للامكانيات المتاحة وقوة العدو‏,‏ والاهتمام بشكل خاص بقوات الدفاع الجوي باعتبارها المهمة الاستراتيجية الأولي‏,‏ واعتماد هيكل تنظيمي جديد يحقق توحيد خط القيادة والسيطرة‏,‏ ودفع العناصر الشابة المثقفة الي مراكز القيادة حتي تستطيع أن تتحمل المسئولية عن طريق العلم والتمرس في القيادة‏,‏ ومن بين هذه الاسس تجنيد الشباب المؤهل علميا‏,‏ واعتماد العلم والجهد والخبرة اساسا للترقية والمناصب القيادية‏,‏ والتركيز علي الوحدة العنصرية للوحدة المقاتلة والمناصب القيادية‏,‏ والتركيز علي العنصرية للوحدة المقاتلة وهي الضابط وجنوده والمعدات والسلاح‏,‏ وتضمنت هذه الاسس التدريب علي استخدام السلاح بشكل مستمر وفعال‏.‏
وساهمت حرب الاستنزاف في رفع الروح المعنوية لأبناء القوات المسلحة وكسر معنويات المقاتلين الاسرائيليين‏,‏ وعملت علي تجميد حركة القوات الاسرائيلية في سيناء داخل خنادق ثابتة وانهاك الجنود ماديا ومعنويا وهم قابعون في خنادق لايستطيع أي منهم أن يرفع رأسه حتي لاتخترقه رصاصة قناص مصري
خسائر يومية في القوات الاسرائيلية.


وساهمت حرب الاستنزاف ـ ايضا ـ كما يقول الحبير الاستراتيجي اللواء صادق عبدالواحد في انزال خسائر يومية بالقوات الاسرائيلية وأصبح جنودها يتساقطون يوميا لتدوي أخبارهم في كل ارجاء اسرائيل فتزيد شعور الاسرائيليين باستحالة تحقيق ما وعدهم به قادتهم وعجزت القوات الاسرائيلية عن حماية قواتها‏,‏ وبدأت علامات الضيق والتذمر الشديد علي جنودها بسبب شدة وعنف النيران المصرية‏,‏ كما أنه أدي الي سقوط عدد كبير من طائرات سكاي هوك وفانتوم وهو ما أدي إلي هبوط معنويات القياديين الاسرائيليين ـ أيضا‏.‏


قبل ساعات من الحرب

ويشير إلي أن الاستعدادات للحرب علي مستوي الدولة سارت بوتيرة متزايدة في السرعة‏,‏ فرفعت درجة استعداد الدفاع الجوي إلي اقصاها قبل بدء العملية الهجومية بخمس وعشرين دقيقة ـ فقط‏,‏ وللمحافظة علي سرية النوايا اعلنت القيادة العامة أن هذا الاجراء وقائي ضد أعمال محتملة للعدو‏,‏ حتي صدرت الأوامر قبل دقائق من حرب‏73‏ بإيقاف حركة الطيران المدني والمساعدات الملاحية‏.‏ ويواصل الخبير الاستراتيجي موضحا الاستعدادات داخل قيادة القوات المسلحة قبل بداية حرب اكتوبر‏73‏ بساعات قائلا‏:‏ أنها وضعت اللمسات الاخيرة استعدادا لبدء العمليات‏,‏ فرفعت خرائط ووثائق المشروع التدريبي الاستراتيجي التعبوي‏,‏ وفتحت الخزائن المغلقة ونشرت الخرائط والوثائق الحقيقية‏,‏ وتم ضبط جميع الساعات الي عقارب الثانية‏,‏ وضبط كذلك مع كل القيادات المشتركة في العملية ضمانا للدقة المتناهية في التنسيق‏,‏ حتي إن الضبط المبدئي للساعات الرئيسية تم مع اشارات ضبط الوقت من الاذاعة المصرية سعت‏1200‏ يوم‏6‏ أكتوبر‏.‏


ويواصل اللواء صادق عبدالواحد أن خطة خداع إسرائيل والعالم سارت في عدة مستويات‏,‏ ففي الناحية الاقتصادية حرصت القيادة السياسية علي إظهار ضعف مصر اقتصاديا وعدم قدرتها علي الهجرم وان خل الأزمة يجب أن يكون سلميا‏.‏


أما الخداع السياسي فكان واضحا في قبول حالة اللا سلم واللا حرب والإعلان عن عام الحسم أكثر من مرة وقرار ترحيل المستشارين الروس من مصر‏.‏


كما يتمثل الخداع الاستراتيجي والتعبوي الاعلامي في قرار وزير الحربية بزيارة لليبيا في توقيت معين‏,‏ مع استمرار تدريب الضباط والجنود حتي آخر لحظة قبل ساعة الصفر‏,‏ والإعلان عن تسريح دفعات احتياط‏,‏ والتضخيم في وسائل الإعلام من استحالة عبور القناة لشدة التحصينات العسكرية وقدرة إسرائيل علي تحويل مياه القناة الي جهنم في لحظات بفضل أنابيب النابالم‏.‏(الأهرام)

أسرار خداع الجيش المصري للجيش الإسرائيلي في حرب أكتوبر 

كيف خدع السادات إسرائيل باستخدام أشرف مراون؟

كشف عضو مجلس النواب المصري مصطفي بكري، عن حديثه مع اللواء عبد السلام محجوب وزير التنمية المحلية الأسبق وضابط المخابرات، حول اتهام رجل الأعمال أشرف مروان بالتجسس لصالح إسرائيل.

ونفى محجوب للمرة الثانية هذه التهمة الملفقة لأشرف مروان، مضيفا أن أشرف مروان قد أبلغ الموساد الإسرائيلي عن ميعاد هجوم القوات المصرية، في الساعة السادسة يوم 6 أكتوبر، بناء على توجيهات الرئيس الراحل أنور السادات، حتي يتمكن من خداع إسرائيل.

وتابع، أن أشرف مروان نجح في المهمة التي كلفه بها السادات، فقد كان يتمتع بثقة جهاز الموساد الإسرائيلي، والتي جاءت من مصداقية أشرف معهم في تسليم الكثير من الوثائق الصحيحة للموساد بناء علي تعليمات من السادات وجهاز المخابرات المصري. (روسيا اليوم)

 

 

تعليقات القراء