القوات الجوية المصرية تدك قاعدة «ناصر» الليبية .. ابن عم القذافي يزور السادات دون علم الزعيم الليبي لوقف هجوم قواتنا على بلاده .. تدخل أمريكي اوقف خطة السادات لعزل القذافي من الحكم

الموجز - إعداد - محمد علي هـاشم 

«تدخل الرئيس الراحل معمر القذافي، في الشأن المصري، كان سببًا لتدخل القوات المصرية في ليبيا، في حربا استمرت أربع أيام.

في يوليو عام 1977، وصف الرئيس الراحل أنور السادات موقف ليبيا من توقيع مصر لمعاهدة السلام مع إسرائيل بـ«التدخل في شئونها الداخلية».

حيث اعترض الرئيس الليبي الراحل معمر القذافي، على خطوات مصر نحو إتمام معاهدة السلام، وطرد عشرات الآلاف من المصريين العاملين هناك، ودعا إلى مظاهرات حاشدة من طرابس إلى مدينة السلوم الحدودية ومحاولة الوصول إلى القاهرة.

في ذلك التوقيت، كان لدى «القذافي» رغبة في إزالة الحدود بين مصر وليبيا، من أجل إقامة وحدة عربية بين البلدين. فتصدت قوات حرس الحدود المصرية للقادمين من ليبيا، فوجه «القذافي» ضربات بالمدافع على مدينة السلوم المصرية.(الشروق)

لوقف القتال .. ابن عم القذافي يزور السادات دون علم الزعيم الليبي  

تلك الحرب اشتعلت باشتباكات بالأسلحة النارية على الحدود، وتحولت سريعا إلى صدامات جوية وبرية عنيفة، دخلت خلالها قوات مصرية إلى بعض المناطق الليبية، وشنت الطائرات المصرية غارات على القواعد الجوية الليبية الواقعة شرق وجنوب شرق البلاد، واشتعلت المناطق الحدودية بين البلدين بالنار.

تمكنت وساطة جزائرية قادها الرئيس الأسبق هواري بومدين مدعومة بمسعى للرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات من وقف تلك الحرب "العبثية" في 24 يوليو/تموز، وسحب السادات قواته إلى مواقعها.

وتقول المصادر المتاحة إن تلك الحرب أسفرت عن مقتل نحو 100 جندي مصري، وإسقاط 4 طائرات "ميغ - 21" مصرية، مقابل مقتل 400 جندي ليبي، وتدمير 60 دبابة و20 طائرة "ميراج 5".

في عام 2014، أخرج أحمد قذاف الدم، ابن عم الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي، ومنسق العلاقات الليبية المصرية في عهده، رواية جديد عن تلك الحرب القصيرة.

أظهرت تلك الرواية أن طرابلس اتهمت القاهرة بأنها تنفذ بتلك الحرب "مؤامرة" أمريكية تقوم بموجبها القوات الأمريكية بالهجوم على شرق البلاد وقوات تونسية بمهاجة غرب البلاد، في حين تتمركز قوات الأسطول السادس قبالة السواحل الليبية لمنع الاتحاد السوفيتي من التدخل.

بالمقابل، اتهمت القاهرة طرابلس بأنها تريد تدمير السد العالمي بالصواريخ، وأنها تسعى إلى غزو مصر والسيطرة على مناطق حدودية قريبة من الإسكندرية.

المسؤول الليبي السابق وابن عم العقيد القذافي أحمد قذاف الدم، تحدث عن دور هام له آنذاك في وضع اللمسات الأخيرة على نهاية حرب الأيام الأربعة، مشيرا إلى أنه تواصل مع الزعيم المصري الراحل أنور السادات وزاره في منزله في ميت أبو الكوم أكثر من مرة، بل وزاره في أحد الأيام من دون علم القذافي!

وسرد في هذا الشأن رواية تقول "طرحت على الرئيس في بيته بميت أبو الكوم أيضا، تفاصيل الخطة التي حصلنا على معلومات بشأنها بواسطة أجهزة الاستخبارات الليبية، وتهدف لغزو مصر لليبيا من الشرق وغزو تونس لليبيا من الشمال، على أن يتصدى الأسطول الأمريكي في البحر المتوسط لأي محاولة للتدخل من جانب الاتحاد السوفيتي".

وكانت ردة فعل السادات أنه "أشعل غليونه ودار حول نفسه ثم أخذ يتطلع إلى الأشجار والنخيل من حوله، وظننت أنه سيتفهم ما قلته له، لكن فجأة نفث دخان الغليون، وعاد سيرته الأولى، وهو غاضب أكثر من الأول".

وبعد أخذ ورد، بحسب هذه الرواية، قال أحمد قذاف الدم للسادات: "شوف أنا جئت دون إذن. إما أن نصل إلى حل، أو احجز لي مكانا عندك لكي أمكث في مصر، لأن القذافي لا يعلم بهذه الزيارة ولم آخذ إذنه، ولا أستطيع أن أعود إليه بعد هذا دون نتيجة مريحة".

وبعد حوار مشابه قصير بين الرجلين أقنع خلاله قذاف الدم مضيفه بعدم وجود نوايا عدوانية لدى بلاده، وسرد ابن عم القذافي أن أنور السادات قال له: "سأسحب لمدة أسبوع"، وهكذا باختصار انتهت تلك الحرب العبثية.( روسيا اليوم )

العمليات المصرية مستمرة حتى سقوط القذافي 

رغم أن قوات الصاعقة المصرية كانت لا تزال فى المطارات الليبية.

أعلن الرئيس السادات وقف إطلاق النار بشكل فورى، واستغرب معظم المراقبين مثل هذا القرار، حيث عكفت مصر على إبلاغ القنوات الدبلوماسية بأن العملية العسكرية ستستمر حتى إسقاط العقيد القذافى.

وأشارت بعض المصادر الدبلوماسية إلى أن أمريكا ضغطت على مصر بشكل كبير لمنع هذا الغزو.

وتدخلت أطراف دولية وحدثت هدنة فى 24 يوليو 1977 أسفرت عن انتهاء المناوشات وانسحاب القوات المصرية فى اليوم التالى لعقد الهدنة. وبلغت الخسائر الليبية فى الحرب نحو 60 دبابة، و20 طائرة من نوع «Mirage 5» و40 ناقلة جنود مدرعة، وقتل وجرح نحو 400 ليبى. ( الوطن

تعليقات القراء