من وراء أزمة اختفاء أقراص منع الحمل.. الحكومة تنفي.. والصجة: السوق السوداء تسببت في نقص السلعة.. والصيادلة تتهم أصحاب مزارع الدواجن

أحمد أبوعقيل

ظهرت في الأسابيع الأخير أزمة كبيرة تتعلق بنقص حبوب منع الحمل بمعظم أنواعها من سوق الدواء، ومنها «سيلست، وياسمينا، وجينارا»، واتهمت الشعبة العامة للصيدليات أصحاب مزارع الدواجن والأطباء البيطريين بالتسبب فى الأزمة، إلا أنهم نفوا ذلك، مؤكدين أنهم امتنعوا عن استخدامها فى تغذية الدواجن منذ فترة كبيرة، واستبدلوها بفيتامينات ومحفزات نمو.

وقال محمود على، 45 عاماً، صيدلى بمنطقة الدقى، إن نقص أقراص منع الحمل ليس بجديد، إذ إنها تختفى بين الحين والآخر، كغيرها من الأدوية المستوردة، مشيراً إلى أن النقص فى أهم أنواع الأقراص وأكثرها رواجاً بين السيدات، رغم وجود بدائل كثيرة من أدوية تنظيم الأسرة.

الصحة: السوق السوداء سبب الأزمة

الدكتور علي عوف، رئيس الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية، عن أسباب اختفاء ونقص حبوب منع الحمل وبيعها في السوق السوداء، مشيرا إلى أن أدوية منع الحمل عبارة عن شقين، شق مدعوم من الدولة حيث تبذل كافة مؤسسات الدولة جهودًا كبيرة للتنظيم النسل والحد من الزيادة السكانية من أجل النهوض بالاقتصاد المصري، كون أن الزيادة السكانية تلتهم التنمية، والشق الآخر الأدوية المستوردة أو التي يُصنعها الشركات الخاصة.

وأضاف "عوف أن الأقراص المدعومة من الدولة يبلغ تكلفة الشريط الواحد 2 جنيه فقط ويباع في مراكز الصحة، وهناك أيضًا أنواع أخرى مدعمة يُباع الشريط بـ 10 جنيهات، ولكن هذا الدواء نزل في إحدى الفترات للصيدليات ثم اختفى بعد ذلك.

وأشار رئيس الشعبة العامة للأدوية باتحاد الغرف التجارية، إلى أن الأدوية غير المدعمة والتي تُصنع في شركات خاصة هي الناقصة في السوق بشكل غير مبرر، فالشريط الواحد سعره 42 جنيها، ولكن لا يتمكن الصيادلة من توفيره بالصيدليات، وعند طلب الصيدلية هذا العلاج يُتاح لها فقط من علبة لـ 5 علب، مما يؤدي إلى بيعها في السوق السوداء بأسعار 120 جنيها للشريط.

وتابع: "سعر الدواء ده في مصر بـ 42 جنيها، بس سعره في الخليج بـ 350 جنيها، وهو ما يؤدي إلى تهريبه للخارج، كما أن أدوية منع الحمل التي ينتجها القطاع الخاص تعاني من نقص حاد، لابد من نائب الوزير لشؤون الصيدلة العمل على حل هذه المشكلة بدلًا من دخول في أزمة تعطيش السوق من قبل التجار، إحنا بقالنا 4 شهور عاوزين نقابل نائب وزير الصحة لشؤون الصيادلة وهو مش فاضي يقعد معانا".

الصيادلة تتهم الدوجن بالتسبب في الأزمة

فى الوقت نفسه اتهمت الشعبة العامة للصيدليات أصحاب مزارع الدواجن والأطباء البيطريين بالتسبب فى نقص أقراص منع الحمل، مؤكدة أنهم يستخدمونها فى تغذية الدواجن لتسمن بسرعة، إلا أن أصحاب مزارع الدواجن تبرأوا من الأزمة، مؤكدين أنهم امتنعوا عن استخدامها منذ فترة، واستبدلوها بفيتامينات ومحفزات نمو.

شعبة الدواجن ترد

وقال محمد حسين، مهندس زراعى، مشرف على مزارع دواجن، بمنطقة أبورواش بالجيزة، إنه لا يستخدم حبوب «منع الحمل» داخل مزارعه، بل يعتمد اعتماداً كاملاً على العلف الطبيعى، دون خلطه بأى مواد أخرى، موضحاً: «العلف دلوقتى أحسن كتير من زمان، وفى أقل من شهر الفراخ بتوزن ٢ كيلو، من غير أى فيتامين أو دواء». وأشار إلى أن استخدام أدوية «منع الحمل» فى تسمين الدواجن كان ظاهرة، لكنها اختفت منذ فترة، بسبب تحسن نوعيات العلف، مضيفاً: «أصحاب المزارع زمان جربوا إنهم يستخدموا حبوب منع الحمل عشان يزودوا هرمونات الدواجن ويزودوا حجمها فى وقت أقل، وفعلاً نجحوا فى تحقيق ده، لكن مع الوقت الموضوع قل، لحد ما اختفى، ونقص الحبوب الحالى مالوش علاقة بالدواجن، السبب الأول والأخير فى استيراده».

من جهته، قال عصام رمضان، طبيب بيطرى: «إن ما يتردد حول استخدام أصحاب المزارع حبوب منع الحمل فى تسمين الدواجن شائعات خاطئة»، موضحاً أنها كانت ظاهرة قديمة لكن توقفت لأسباب كثيرة، أهمها ارتفاع سعر الحبوب، حيث أصبح الشريط الواحد بـ٥٠ جنيهاً، بعدما كان بجنيه واحد. وأضاف أن «هذه الأدوية تسبب عدة مشاكل للدواجن كتخزين مياه تحت الجلد، وإجهاد الجهاز المناعى، ما يؤدى إلى نفوق عدد كبير منها»، مشيراً إلى أن أصحاب المزارع يلجأون إلى بدائل أفضل وأوفر وأقل خطورة مثل «محفزات النمو»، وعدد من أنواع الفيتامينات، التى يتم خلطها مع العلف، ما يؤدى إلى زيادة حجم الدواجن بسرعة فى أقل وقت. وأكد أن «محفزات النمو والفيتامينات تباع بسعر 45 جنيهاً للكيلو، وهى أوفر بكثير بالنسبة للمزارعين».

مجلس الوزراء ينفي

أكد مركز الوزراء، توافر وسائل منع الحمل بالصيدليات ومراكز تنظيم الأسرة، وذلك بعد تواصل المركز الإعلامي مع وزارة الصحة والسكان، التي نفت ما يتردد حول هذا الشأن من شائعات تستهدف إثارة البلبلة بين المواطنين.

وأوضحت الوزارة، أن نسبة حصول المُنتفِعات على وسائل تنظيم الأسرة، ارتفعت خلال الربع الأول من العام الجاري مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة 9%، وهو ما يؤكد إقبال المُنتفعِات على استخدام الوسائل التي توفرها الوزارة في مختلف الوحدات الصحية بأسعار زهيدة للغاية، لافتةً إلى أن المبادرات التي يطلقها القطاع تهدف لزيادة الطلب على خدمات تنظيم الأسرة، وزيادة معدل استخدام وسائله.

وتابعت الوزارة، أن جميع وسائل منع الحمل متوفرة بالوحدات الصحية، ويستفيد منها المصريون وأيضا غير المصريين، مُضيفةً أن حملات تنظيم الأسرة تأتي في إطار إتاحة خدمات تنظيم الأسرة والصحة الإنجابية في مختلف المحافظات، وكذلك تتضمن تقديم العديد من الحملات الإعلامية الموسعة من ندوات إعلامية ولقاءات جماهيرية، وذلك لرفع الوعي الصحي والترويج لخدمات ووسائل تنظيم الأسرة.

وفي النهاية، ناشدت الوزارة المواطنين ووسائل الإعلام ومرتادي مواقع التواصل الاجتماعي بعدم الاعتداد بما ينشر عن نقص للأدوية إلا بعد مراجعة النشرة الدورية التي تصدر عنها، وللتحقق من أي معلومة يرجى الاتصال على رقم الوزارة 25354150.

تعليقات القراء