"كورونا يفتك بالاقتصاد العالمي".. تراجع الطلب على النفط بأكثر من 250 ألف برميل والصين أكثر الخاسرين


تسبب الانتشار المفاجئ لفيروس كورونا في هلع كبير دفع المسؤولين الصينيين إلى المسارعة إلى وقف انتشاره، وفي تقرير نشره موقع "بيزنس إنسايدر"، قالت الكاتبة لينيت لوبيز إن الفيروس تسبب حتى الآن في مقتل العشرات وأصاب الآلاف في جميع أنحاء البلاد، فضلا عن تسجيل حالات إصابة بالفيروس في بلدان أخرى على غرار الولايات المتحدة.

وأضاف التقرير أن التقلبات الناشئة في الصين منذ بداية السنة تعتبر أمرا مألوفا للغاية، حيث يتسبب اقتصاد الفقاعة -خاصة فيما يتعلق بأسواق العقارات- في حدوث اضطرابات منتظمة داخل الأسواق.

التأثير على الاقتصاد الصيني
أكدت الكاتبة أن تأثير انتشار الفيروس على الاقتصاد الصيني سيكون كبيرا، نظرا لتزامنه مع الاحتفال برأس السنة القمرية الصينية الجديدة التي كان ينتظر أن ينفق خلالها المستهلكون الكثير من المال، وقالت  إنه كلما طالت مدة الفشل في احتواء انتشار هذا الفيروس، زاد الضغط على الاقتصاد.

ويرى محللون في بنك "سوسييتي جنرال" أن فشل الصين في الحد من انتشار الفيروس حتى مارس/آذار المقبل، قد يؤدي إلى خفض نمو الناتج المحلي الإجمالي خلال الربع الأول إلى أقل من 6% التي تحاول الحكومة الصينية بلوغها.

قال جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي "البنك المركزي الأمريكي"، إن تفشي فيروس كورونا مسألة خطيرة جدا، وإن المجلس يراقب عن كثب تأثيرات تفشي فيروس كورونا.

وأضاف باول، وفقا لـ"رويترز"، أن فيروس كورونا سيكون له بعض التأثير على الاقتصاد الصيني، على الأقل في الأجل القصير.

كشف خبراء ومحللون أن تفشي فيروس "كورونا" الجديد في الصين، قد يخفض الطلب على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا في الربع الأول من العام الجاري.

وأضاف الخبراء في تصريحات لوكالة "رويترز"، أن هذه المخاوف تسببت في انخفاض أسعار النفط المحاصر بالفعل بفائض من الإمدادات.

وأشاروا إلى أن الطلب على وقود الطائرات في الصين سيتلقى أغلب الضرر، الذي يعادل طاقة مصفاة نفطية كبيرة، إذ أن الصين هي أكبر مستورد للنفط في العالم كما أنها واحدة من أسرع أسواق الطيران نموا في العالم، وذلك بسبب قيود صارمة على السفر تحد من الرحلات المحلية، فيما تتجنب شركات طيران دولية البلاد، وفقا لرويترز.

ونقلت الوكالة عن يوجياو لي من "وود ماكنزي" قولها إنه "في الوقت الذي تركز فيه الإجراءات الوقائية بشكل أساسي على الطيران والنقل العام للركاب، سيكون وقود الطائرات الأكثر تأثرا... في الربع الأول من 2020 قد يتقلص طلب الصين على النفط بأكثر من 250 ألف برميل يوميا". وخفضت شركة استشارات الطاقة توقعاتها للطلب على النفط بواقع 500 ألف برميل يوميا لنفس الفترة.

وتابعت "سيكون الانتشار الحالي لفيروس "كورونا" على الأرجح حدثا استثنائيا، إذ أن تأثيره على طلب النفط يتركز بشكل أساسي على طلب وقود الطائرات، وبخاصة في الصين، وبدرجة أقل في شرق وجنوب شرق آسيا".

يشار إلى أن فيروس "كورونا" الجديد أصاب أكثر من 9800 شخص حول العالم، ليتخطى إجمالي حالات الإصابة من وباء سارس في 2002 و2003 ويودي بحياة 213 شخصا جميعهم في الصين.

وفرضت المدن الصينية قيودا صارمة على السفر، بينما أوقفت شركات طيران عالمية الرحلات المباشرة إلى المدن الرئيسية بالصين أو قلصتها.

تعليقات القراء