بناء مصر سد "ستيجلر جورج" التنزاني.. شراكة إفريقية أم ضربة لسد النهضة

 

كتبت: شرين طه


في خطوة قد تكون ردُا من الجانب المصري على تعثر مفاوضات سد النهضة الإثيوبي والأزمات التي لاحقت المشروع منذ بدايته من حيث تأثيره على حصة مصر المائية أعلن مدير التسويق لمجموعة السويدي إلكتريك المصرية أحمد حسونة، أن رئيس الوزراء المصري مصطفي مدبولي، سيحضر غدا توقيع اتفاقية بـ3 مليارات دولار لإنشاء سد "ستيجلر جورج" في تنزانيا.

وأضاف حسونة في تصريحات على هامش انعقاد المعرض الأفريقي الدولي للتجارة البينية، اليوم الثلاثاء أن "بناء السد سيتم عن طريق شركة السويدي والمقاولون العرب لتوليد 2100 ميغاوات".

وقال حسونة إن السد يتكون من 9 توربينات وكل توربينة تساهم في توليد 230 ميغاوات وسيتم تنفيذ المشروع على 4 سنوات.

وكانت القاهرة تخشى أن يؤدي بناء سد النهضة وما يتبعه من خطوة تخزين للمياه لتدمير مساحات من الأراضي الزراعية لديها، فضلا عن نقص مياه الشرب، وتقول إثيوبيا إن السد ضرورة لتطوير البلاد، وتؤكد أن له منافع لجميع الدول.

Image icon download.png


ويبدو أن الموقف السوداني أقرب إلى إثيوبيا منه إلى مصر، إذ عبّرت الخرطوم أكثر من مرة عن اعتقادها أن السد ستكون له فوائد على دول المصب، بخلاف ما تخشاه القاهرة.

لذا فإنه قد يتجلى للمتابعين والمحللين أن الخطوة المصرية في بناء سد تنزانيا ربما تكون محاولة منها كي تظهر أمام العالم والدول الإقليمية بأنها لا تقف في وجه التنمية الاقتصادية لدول الجوار وإنما تساعدهم كذلك من أجل تثبيت أقدامها في ملف سد النهضة أمام المجتمع الدولي والإفريقي، وهو ما ظهر جليًا في بيان  وزارة الموارد المائية والري المصرية أن سد "ستيجلر جورج" فى تنزانيا خارج حوض النيل، وأن لا تأثير له على مصر.

وقالت الوزارة، في بيان لها، إن مصر ليست ضد أن تبني الدول الإفريقية الأخرى سدود لديها، والدليل هو تعاونها مع تنزانيا لبناء سد عملاق، مؤكدة أنها تقف بجانب تنمية أي دولة بالقارة السمراء وتدعمها، طالما أنها لن تضر بمصالح الدول المجاورة.

وأشارت إلى أن مصر تتعاون أيضا مع جنوب السودان وصممت سدا هناك، بالإضافة لمشروع سد أوغندا، وغيرها، وهو بمثابة رسالة قوية أن مصر لا تعارض بناء السدود في الدول الإفريقية، بل تساعد في إنشائها، ما لم تضر بمصالحها.

فيما أوضح رئيس قطاع مياه النيل أحمد بهاء، أن السد يقام على ضفاف نهر الروفيجي وهو نهر داخلى طوله 600 كيلو متر وإيراده يتراوح من 10 إلى 58 مليار متر مكعب سنويا،  ما يعنى أن السد لا يؤثر على المياه في مصر لأنه بعيد كل البعد عن نهر النيل.

ويتكون سد "ستيجلر جورج" من سد رئيسي يبلغ ارتفاعه 134 مترا ،وطول بحيرة السد 100 كم، ومساحة بحيرة التخزين 1350 كم2، والسعة التخزينية لتصل إلى 34 مليار متر مكعب ،وتكلفة بناء السد بحوالي 3.6 مليار دولار، وتوليد الكهرباء فقط بقدرة 2100 ميجاوات.

وكان المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية في مصر السفير بسام راضي، أعلن أن رئيس تنزانيا دعا الرئيس المصري لوضع حجر الأساس لمشروع إنشاء السد، معربا عن تطلعه إلى أن يضع الرئيس المصري مشروع إنشاء السد تحت إشرافه أسوة بالمشروعات القومية الكبرى الجاري تنفيذها في مصر.

وكان رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد قد أعلن خلال شهر أغسطس الماضي  عن مشكلات تواجه بناء السد، مؤكدا أنه بسبب الإدراة الفاشلة للمشروع، وأوضح آبى أنه رصد تأخرا فى تنفيذ الجوانب الكهروميكانيكية من جانب هيئة المعادن والهندسة المتعاقد معها وهو ما يهدد المشروع الأمر الذي قد يجعل من تدخل مصر في شراكة السد التنزاني رسالة قد تكون ضمنية بأنها قادرة على مساعدته في الانتهاء من مشروع سد النهضة بشراكتها ووفقًا لشروطها، لذا فإن الأيام المقبلة سوف تحدد مصير مشروع سد النهضة إلى جانب الموقف النهائي لمصر تجاه أزمة مياه النيل.

تعليقات القراء