في ذكرى ميلادها.. أسرار في حياة «ملكة الإغراء» هند رستم.. عرض خليجي ورفض تكريم.. فضلت نفسها عن فاتن حمامة و«نظرة» عبد الناصر المرعبة

الموجز  

تشجعت الفنانة الراحلة هند رستم وأقدمت على كتابة مذكراتها على الرغم من تخوف بعض المشاهير في العالم العربي منذ ذلك، إما خوفاً من غضب بعض زملائهم، أو حفاظاً على الصورة المرسومة عنهم لدى الجمهور.

وفي ذكرى ميلادها، اليوم الثلاثاء، نستعرض أبرز محطاتها الفنية، وعلاقتها بأصدقائها من الفنانين، مثل فاتن حمامة وشادية وأحمد مظهر، وذلك من خلال مذكراتها التي تم طرحها عام 2018 تحت إسم "مذكراتي"، وأعدها الصحفي أيمن الحكيم.

"الصدفة" أدخلتها عالم الفن

قالت الفنانة الراحلة في مذكراتها إنها دخلت الفن صدفة، بعدما ذهبت مع صديقتها لمكتب إنتاج، وبعدما شاهدها المخرج عز الدين ذو الفقار، اختارها للعمل كومبارس في فيلم "أزهار وأشواك".

وأضافت أنها أحبت التمثيل، وساندتها والدتها الراحلة، وفي المقابل قاطعها والدها بعدما أصرت على استكمال مشوارها في مجال التمثيل، ولم يكلمها إلا حينما تزوجت من طبيب النساء المصري محمد فياض.

حسن الإمام

وتحدثت هند رستم عن مكتشفها المخرج حسن الإمام، حيث قالت: "قبله كنت مجرد ممثلة ناشئة تؤدي الأدوار الثانوية، ولا يشعر المخرجون بموهبتها، وكان هذا يحزنني، ولذلك كنت أبحث عن مخرج كبير، يُخرج الطاقات المدفونة بداخلي حتى عثرت عليه".

وأضافت: "أول لقاء بحسن الإمام كان في فيلم "الملاك الظالم"، الذي قامت ببطولته فاتن حمامة مع كمال الشناوي عام 1954، وكنت ذهبت إليه بخطاب توصية من المنتج حسن رمزي، ليرشحني فيه لدور البطولة الثانية، ولكن عندما ذهبت إليه في مكتبه وجدت الممثلة الشابة زهرة العلا، وكانت قد بدأت شهرتها، وشعرت من حديثهما بأنها قد حصلت بالفعل على الدور".

وتابعت: "انتابني شعور بالخجل، وعندما انصرفت، سألني حسن الإمام، أنت كنتي جايه ليه؟، فأجبته كان معي جواب لحضرتك من الأستاذ حسن رمزي، بس خلاص ما عادش له لازمة، فرد ملوش لازمة إزاي؟ وريني كده، فعندما أخذ الخطاب وقرأه قال لي: أنا سأعطيك دورا في الفيلم".

وأشارت هند رستم إلى أن حسن الإمام "أسند لي دوراً صغيراً أقوم فيه بغناء أغنية "يا سلام على الهوى" بطريقة الدوبلاج.. وعندما صورت الأغنية أعجب بها، وقرر أن يزيد مساحة الدور وعدّل السيناريو، ونجحت هذه الأغنية جدا، وذاع صيتها في ذلك الوقت".

وعندما شرع حسن الإمام في التجهيز لفيلمه، "بنات الليل"، كان مترددا في اختيار الممثلة التي تقوم بدور البطولة الثانية أمام الفنانة مديحة يسري، فاستشار المنتجة ماري كويني وسألها: "تفتكري أجيب مين مع مديحة؟"، وأشارت "رستم" إلى أنها قالت له: "معروف عنك إنك جريء وبتصنع نجوم جديدة، عندك مثلا هند رستم"، ثم سأل حسن رمزي الذي رشحها للدور ووقع الاختيار عليها.

وأضافت هند: "أمضى معي حسن الإمام عقد احتكار، وذات يوم عرض علي المخرج عز الدين ذو الفقار العمل معه في فيلم "رد قلبي"، وكان فيلما عن ثورة 23 يوليو/تموز 1952، وعندما قرأت الدور أُعجبت به، ولكن عقد الاحتكار منعني من القبول، فاستشرت السيدة آسيا المنتجة في هذا الأمر، فقالت لي إن العقد لا يمنعني من العمل في أعمال أخرى بعيدا عنه لأنه لا يعطيك مرتب شهري، وأقر رأيها المحامي علي منصور، وبالفعل اشتركت في الفيلم، مما تسبب في غضب حسن الإمام".

وفي عام 1963، وبعد قطيعة استمرت 5 سنوات عادت هند للتعاون مع الإمام في فيلم "شفيقة القبطية".

أحمد مظهر ونيازي مصطفي

قالت هند رستم في مذكراتها إن الفنان الراحل أحمد مظهر  لم يكن يعجبها كممثل، حيث كانت تشعر دائماً أنه ضابط أو عسكري، وكان يليق في أدوار الباشا أو البرنس.

وعن المخرج نيازي مصطفى، قالت هند إنها لم تحب التعامل معه، موضحة أنه لا يعطي فرصة للممثل أن يظهر أفضل ما لديه.

أفلام قدمتها "دون المستوى"

كشفت هند رستم عن أفلامها التي قدمتها واعتبرتها "دون المستوى".

وقالت الفنانة الراحلة في مذكراتها إن فيلمها الكوميدي "لوكاندة المفاجآت" لم يكن دون المستوى، على الرغم من أنها وافقت على السيناريو قبل قرائته، موضحة أن السبب في ذلك هو أنها كانت تحلم أن تقف أمام الفنان إسماعيل ياسين، فكان الظهور في فيلم من بطولته هو حلم نجوم كُثر من أبناء جيلها، خاصة أنه كان صاحب شعبية طاغية.

وعن أقل أفلامها، قالت إن فيلم "أعظم طفل في العالم" عام 1972، على الرغم من "عشقها" للفنان رشدي أباظة، إلا إن الفيلم لم يقدم لها جديدا.

وأضافت أن فيلم "وكر الأشرار"، أمام صديقها الفنان فريد شوقي، لم تكن راضية عنه، ولا تتذكر منه سوى أن هناك مشاهد تم تصويرها في فيلا المخرج حسن الصيفي.

فاتن حمامة وعرض خليجي

اعتبرت هند رستم في مذكراتها أنها أفضل من الفنانة فاتن حمامة.

وأوضحت الفنانة الراحلة أن فاتن حمامة قدمت نمطاً واحداً من الأدوار، وهي "الفتاة المغلوبة على أمرها"، أو "الزوجة المحترمة"، أما هي فقدمت الأم، الزوجة، فتاة الليل، الراهبة، وهذا التنوع يجعلني الأفضل.

وكشفت هند رستم عن تلقيها عرضاً للعودة للتمثيل بعد قرار اعتزالها عام 1979، حيث عُرض عليها بطولة مسلسل "عائلة شلش" عام 1990، ووافقت بالفعل على العودة، إلا أنها طلبت أجرا مساويًا لفاتن حمامة في ذلك الوقت، ورفضت الجهة المنتجة، فتعثرت المفاوضات.

وأضافت أن شركة إنتاج خليجية قدمت عرضاً لها بأجر أعلى من الأجر الذي طلبته من قبل، في مقابل بطولة مسلسل يعرض على إحدى القنوات الخليجية، إلا إنها رفضت لأنها أرادت أن تكون عودتها من خلال التليفزيون المصري.

رفض تكريم

وكشفت هند رستم أنها رفضت جائزة الدولة التقديرية في الفنون عام 2004، موضحة أن التكريم "تأخر"، خاصة وأن "هناك هند رستم واحدة فقط، فكيف لا يتم تكريمها خلال كل هذه السنوات، خاصة أنهم كرموا من أقل مني، ثم بعد ذلك يتذكرونني، كما أن شادية أحق أن تتكرم قبل مني وخصوصا أنها لمعت قبلي".

لقب "ملكة الإغراء"

أطلق الإعلامي مفيد فوزي لقب "ملكة الإغراء" على الفنانة هند رستم.

وعن هذا اللقب، قالت هند رستم إنها كانت لا تحبه، خاصة أنه يحصرها في نوعية معينة، وهي أجادت كل أنواع الشخصيات الدرامية.

وكانت بسنت، ابنة هند رستم، قد قالت في تصريحات تلفزيونية أكدت فيها أن مفيد فوزي أطلق على والدتها هذا اللقب دون قصد، وإنما تعبيراً عن أنوثتها وجمالها، الذي كان يميزها عن غيرها من ممثلات جيلها.

رعبها من جمال عبد الناصر

كشفت هند رستم عن لقاءها بالرئيس الراحل جمال عبد الناصر 3 مرات في حياتها.

وأوضحت أن المرة الاولى كانت في صالة العرض الصغيرة باستديو مصر، لمشاهدة فيلم "رد قلبي"، وجلست وقتها خلفه مباشرة وبجوارها الفنان صلاح ذو الفقار.

وأضافت أنه وقبل عرض الفيلم تم عرض لقطات سياسية ظهر فيها العاهل الأردني الراحل، الملك حسين، وانتقدت حينها طريقة "حلاقته" لشعره، وهو ما سمعه الرئيس عبد الناصر حيث التفت إليها، ولم يتحدث، واصفة ذلك بأن "نظرة عينه كانت مثل الرصاص"، مضيفة أنها "نزلت تحت الكرسي من شدة الرعب".

وأكدت أن "كاريزما" عبد الناصر وحضوره القوي أكبر بكثير مما يظهر في الشاشات، فارتبط في ذهنها طيلة الوقت بنظرته الحادة، وطلته الرهيبة، ووصفته بأنه "كان حاجة تخض"، بحسب تعبيرها.

وأضافت هند رستم أن المرة الثانية كانت في سينما "كايرو بالاس" لحضور نفس الفيلم، وجلست وراء الزعيم الراحل أيضا، لكنها لم تتحدث هذه المرة.

وكانت المرة الثالثة التي قابلت فيها جمال عبد الناصر، حينما جاء الزعيم السوفييتي "خروتشوف"، وأقيم حفل حضره سياسيون وفنانون، وهذه المرة كذلك لم تتحدث بشكل مباشر مع الزعيم الراحل، وقالت: "عبد الناصر كان زعيم بجد".

تعليقات القراء