محمود الجندي..حياته وأعماله بين الكوميديا والمسرح والغناء

كتب: أحمد أبوعقيل

رحل صباح اليوم الخميس الفنان محمود الجندي بعد مسيرة طويلة مع الفن، قدم خلالها العديد من الأدوار المهمة التي تنوعت بين الكوميديا والتراجيديا، واشتهر دوما عند المشاهدين بشخصية الرجل الطيب المسالم.

وكان الجندي قد أصيب بأزمة مرضية خلال الأيام القليلة الماضية، وتم نقله للمستشفى ليخضع للعلاج لمدة 10 أيام.

نبذة عن حياته

ولد في محافظة البحيرة في مركز أبو المطامير في 24 فبراير 1945، درس فى المدرسة الثانوية الصناعية، وتخرج منها فى قسم النسيج، ثم عمل فى أحد المصانع، إلا أنه تقدم إلى المعهد العالى للسينما، وتخرج منه عام 1967، وعقب تخرجه انضم إلى صفوف القوات المسلحة كضابط احتياط لمدة 7 سنوات فى سلاح الطيران، وخاض خلالها حرب أكتوبر المجيدة عام 1973.

بداية رحلة الفن

بدأ حياته الفنية في مرحلة السبعينيات عقب انتهاء حرب أكتوبر، وكان يشتهر بصوته العذب وغناء المواويل، وكان يقدم مقاطع غنائية فى عديد من أعماله الفنية والمسرحية، كما قدم ألبومًا غنائيًا باسم "فنان فقير" عام 1990.

شارك خلال مشواره الفنى فى 108 أفلام، و195 مسلسلًا، و36 مسرحية.

وشكل فرقة من هواة التمثيل بمسقط رأسه بمدينة أبوالمطامير بالبحيرة من أجل تعليمهم الفن والتمثيل ونقل خبرته إليهم معتبرًا أن ذلك جزء من رد الجميل لبلده.

يُعتبر محمود الجندي واحدا من أهم الفنانين في تاريخ الفن المصري وارتبط اسمه بكثير من الأعمال الفنية الناجحة، وكان يتمتع بموهبة كبيرة جعلته قريبا من الجمهور.

وجسد الجندي خلال مسيرته الفنية العديد من الأدوار الفنية تنوعت ما بين الكوميديا والتراجيديا، وتستعرض "الوطن" أبرز الأدوار التي جسدها الجندي خلال مسيرته الفنية سواء في المسرح أو السينما أو المسلسلات الدرامية.
مسرحية إنها حقا عائلة محترمة - 1979

في بداياته الفنية كان الجندي من المحظوظين الذي وقفوا أمام "الأستاذ" فؤاد المهندس وقدم مسرحية "إنها حقا عائلة محترمة" وحقق نجاحا كبيرا بموهبته المميزة، وكان يجسد في المسرحية شخصية الابن "نور" الشاب الطموح الذي يسعى لإقناع والده بالاعتماد على نفسه، والمسرحية من إخراج سمير العصفوري.

كما قدم الجندي العديد من الأعمال الفنية في المسرح والسينما والدراما، أشهرها مسرحيات "علشان خاطر عيونك، بالو بالو، إنها حقا عائلة محترمة"، وفي الدراما: "الشهد والدموع، دموع في عيون وقحة، ابن حلال"، وفي السينما قدم "شمس الزناتي، اللعب مع الكبار، التوت والنبوت".

أبرز ما قدم الجندي خلال مسيرته :


مسلسل الشهد والدموع - 1983

تعاون الجندي مع الثنائي الشهير أسامة أنور عكاشة وإسماعيل عبدالحافظ وقدموا المسلسل الشهير "الشهد والدموع"، وجسد الجندي خلال أحداثه شخصية "شوقي رضوان" الشاب الذي يعمل مع والده في تجارته وتنشأ خلافات بينه وبين أخيه، وحقق المسلسل شهرة كبيرة على المستوى الجماهيري وقت عرضه.


فيلم التوب والنبوت - 1986

تعاون الجندي مع المخرج الكبير نيازي مصطفى وقصة الأديب العالمي نجيب محفوظ في فيلم "التوت والنبوت" من بطولة "عزت العلايلي، تيسير فهمي، أمينة رزق، سمير صبري"، وجسد في الفيلم الجندي شخصية "ضيا الناجي" الشاب المستهتر الذي يسعى وراء المال.

فيلم يوم مر ويوم حلو - 1988

من أهم الأدوار التي جسدها الفنان محمود الجندي خلال مسيرته الفنية هو تجسيده لشخصية الأبكم "حربي" أمام سيدة الشاشة العربية فاتن حمامة من خلال أحداث فيلم "يوم مر ويوم حلو" وشاركه في البطولة "محمد منير، سيمون، حنان يوسف، عبلة كامل" والفيلم للمخرج خيري بشارة.

فيلم اللعب مع الكبار - 1991

تعاون مع الفنان عادل إمام في فيلم "اللعب مع الكبار" وقدم شخصية محورية في الفيلم وهي "علي الزهار" الذي يكشف لصديقه حسن بهلول "عادل إمام" عن مكالمات يسمعها أثناء تأدية وظيفته في السنترال، وجسد الجندي الشخصية ببراعة شديدة وحقق نجاحا كبيرا لدى الجمهور، الفيلم من تأليف وحيد حامد وإخراج شريف عرفة.

فيلم شمس الزناتي - 1991

في نفس العام، قدم الجندي مع الفنان عادل إمام فيلم "شمس الزناتي" وجسد شخصية "سلامة الطفشان" التي تركت أثرا لدى الجمهور العربي ببساطة أداء الجندي ونجاحه في تقديم تلك الشخصية، والفيلم من إخراج سمير سيف ومن بطولة "محمود حميدة، سوسن بدر، مصطفى متولي".

فيلم ناجي العلي - 1992

تعاون الفنان محمود الجندي مع الفنان نور الشريف في تقديم فيلم "ناجي العلي" للمخرج عاطف الطيب وكان الفيلم يتناول قصة حياة رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي، وجسد الجندي في الفيلم شخصية "السكير" وبالرغم أنه ضيف شرف إلا أنه برع في تقديمه بشكل رائع.

مسلسل حلم الجنوبي - 1997

قدم الجندي في مسلسل "حلم الجنوبي" دور الشخص الشرير المحب للمال بأداء لفت الأنظار إليه وحقق نجاحا كبيرا، وكان المسلسل من بطولة "صلاح السعدني، حسن حسني، جيهان فاضل" ومن إخراج جمال عبد الحميد.

فيلم واحد من الناس - 2006

يعتبر الجندي من النجوم الذين قاموا بدعم الشباب في بداية مشوارهم الفني، وشارك الفنان كريم عبد العزيز في فيلم "واحد من الناس" وجسد شخصية والده الذي ينصحه دوما بعمل الخير.

فيلم الفرح - 2009

من الأدوار البارزة في مسيرة الفنان محمود الجندي الفنية كان تجسيده شخصية "الريس حبشي" متعهد الأفراح الشعبية وقدمه بشكل مختلف ومميز للغاية، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا بوقت عرضه، الفيلم للكاتب أحمد عبدالله ومن إخراج سامح عبدالعزيز.

فيلم الحرب العالمية الثالثة - 2013

يدور الفيلم في إطار "الفانتازيا" عن شاب يدخل متحف ليتحول جميع التماثيل بالداخل إلى بشر، وجسد محمود الجندي في الفيلم شخصية كوميدية وهو "منصور أبو خميس"، وحقق الفيلم نجاحا كبيرا حينما تم عرضه بشاشات السينما.
وتوفي منذ قليل الفنان القدير محمود الجندي عن عمر ناهز 74 عاما، ومن المقرر إقامة العزاء في مسقط رأسه بمركز أبو المطامير في البحيرة، اليوم.

تعليقات القراء