العربية: عصام العريان داهمته أزمة قلبية عقب نقاش حاد مع أحد قادة الجماعة داخل السجن

كتب: ضياء السقا

توفي القيادي الإخواني عصام العريان، صباح الخميس، إثر تعرضه لأزمة قلبية داخل محبسه في سجون طرة بالمعادي بالقاهرة، عن عمر يناهز 66 عاما.

وأوضح محامي العريان في تصريحات صحفية، أن السلطات أبلغته أن الوفاة طبيعية، موضحا أنه وأسرة الراحل لم يزورانه منذ نحو ستة أشهر، بعدما عطلت السلطات الزيارات للسجون كإجراء احترازي لمكافحة فيروس كورونا.

وذكرت مصادر لـ"العربية"، أن العريان داهمته أزمة قلبية عقب نقاش حاد مع أحد قادة الجماعة داخل السجن، حول الوضع الحالي للجماعة وأخطائها وسياساتها المستقبلية، ولفظ أنفاسه الأخيرة بعدما فشلت محاولات إنقاذه.

من هو عصام العريان؟

عصام الدين محمد حسين محمد حسين العريان الشهير بـ"عصام العريان" وُلد عصام العريان في 28/4/1954م بقرية ناهيا مركز إمبابة بمحافظة الجيزة.

التحق بكلية الطب بجامعة القاهرة وبرز كعضو نشط ومؤسس للنشاط الإسلامي آنذاك في جامعة القاهرة وبعد ذلك أصبح أميرًا للجماعة الإسلامية في جامعة القاهرة ثم منسِّقًا لمجلس شورى الجامعات في الاتحاد العام للجمعيات والجماعات الإسلامية في نهاية السبعينيات والذي ترأَّسه المرشد السابق لجماعة الإخوان عمر التلمساني.

كانت هذه الفترة وتلك المناصب التي تولاَّها عصام العريان كفيلةً بأن تلفت الأنظار إليه.

حصل على ماجستير الباثولوجيا الإكلينيكية سنة 1986م من جامعة القاهرة ثم سجَّل العريان رسالة الدكتوراه في الطب بجامعة القاهرة، لكنَّ الاعتقال الذي كُتب عليه بين الحين والآخر حالَ بينه وبين إتمام رسالة الدكتوراه.

ولم يكتف العريان بدراسة الطب بل إنه التحق بكلية الحقوق ودرس بها وحصل على ليسانس الحقوق بجامعة القاهرة عام 1992م، ثم التحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة قسم التاريخ فحصل على ليسانس الآداب عام 2000م وبعد ذلك حصل على إجازة التجويد في القرآن الكريم في عام 2000م.

انتماؤه لجماعة الإخوان 

التحق عصام العريان بجماعة الإخوان المسلمين وأصبح قياديًّا ضمن صفوف الجماعة، وما لبث أن انتُخب عضوًا في مجلس الشعب المصري عن جماعة الإخوان المسلمين في الدورة البرلمانية من عام 1987 إلى عام 1990م عن دائرة إمبابة بمحافظة الجيزة وكان أصغر أعضاء مجلس الشعب سنًّا.

انتُخب عضوًا بمجلس إدارة نقابة أطباء مصر التي تضم 120 ألف طبيب منذ عام 1986 وشغل موقع الأمين العام المساعد طوال هذه الفترة، والتي كانت تسيطر فيها جماعة الإخوان على النقابات المهنية.

شارك في العديد من الندوات والمؤتمرات السياسية والبرلمانية والثقافية والفكرية في مصر والوطن العربي والعالم الإسلامي وأوروبا وأمريكا، وأسهم بعدد من أوراق البحث والتعقيبات في هذه المؤتمرات.

كتب العريان في عدد من الصحف والمجلات المحلية والعربية في مختلف الموضوعات خاصةً الشئون الإسلامية والسياسية المصرية والعربية وهو عضو مؤسِّس للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان بمصر من عام 1985م وعضو مشارك في المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وقام بتشكيل ملتقى التجمعات المهنية لمناصرة القضية الفلسطينية كمؤسسة شعبية تهدف إلى الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني.

اعتقاله

فقد اعتُقل العريان في المرة الأولى لمدة عام واحد وذلك قبيل اغتيال الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات وذلك من بداية سبتمبر عام 1981م حتى نهاية أغسطس عام 1982م.

أما المرة الثانية فكانت لمدة خمس سنوات وذلك وفقًا لقرارات المحاكم العسكرية التي حكمت عليه بالأشغال الشاقة لمدة خمس سنوات بتهمة الانتماء لجماعة الإخوان المسلمين في مصر وإدارتها وذلك من عام 1995 وحتى عام 2000م.

أما المرة الثالثة فكانت في عام 2005 واستمرت لمدة خمسة أشهر من شهر مايو إلى شهر أكتوبر.

وفي 30 أكتوبر 2013 ألقت أجهزة الأمن المصرية، فجرا، القبض على عصام العريان، نائب رئيس حزب "الحرية والعدالة"، الذراع السياسي لجماعة الإخوان المسلمين، في شقة بالتجمع الخامس، بعد أكثر من 100 مأمورية استهدفت العريان في 8 محافظات، حسبما ذكرت مصادر أمنية، ووفق ما أوردت مصادر إعلامية مصرية بينها التلفزيون الحكومي.

ولم يقاوم العريان أجهزة الأمن أثناء عملية القبض عليه، وسلم نفسه بمجرد مداهمة الشقة، وقد أكد مصدر أمني أن قوات الأمن رحَّلت القيادي الإخواني إلى سجن طرة، وقد بدأت النيابة بالتحقيق معه واستجوابه عن التهم الموجهة إليه.

ونقلت "بوابة الأهرام" عن العريان قوله في تدوينة له على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، كتبها من خلال هاتفه المحمول بعد القبض عليه: "اطمئنوا وإلى لقاء".

وأكد مصدر أمني بمديرية أمن القاهرة أيضا أن العريان كان مختبئاً منذ فترة كبيرة داخل الشقة التي عثر عليه بداخلها، وهي مملوكة لمهندس لا ينتمي إلى جماعة الإخوان المسلمين، وبقي مختبئا فيها منذ شهور، ولم يخرج نهائياً منها خوفاً من كشف أمره.

وأشار المصدر إلى أن قوات الأمن العام والأمن المركزي ومباحث القاهرة نجحوا في الوصول إلى مكان القيادي الهارب بعد أحداث ثورة 30 يونيو، بعدما أكدت معلومات ومصادر سرية لأجهزة سيادية بالدولة، أنه مختبئ بمحيط القاهرة الجديدة، فتبين وجوده بالشقة، وسريعا تحركت القوات بسرية تامة وألقت القبض عليه، من دون أن يبادر إلى أي مقاومة.

وفي 11 سبتمبر 2019 قضت محكمة جنايات القاهرة، بالسجن المؤبد لكل من محمد بديع وخيرت الشاطر وسعد الكتاتنى وعصام العريان، ومحمد البلتاجى، و6 آخرين فى قضية اتهامهم بارتكاب جرائم التخابر مع منظمات وجهات أجنبية خارج البلاد، وإفشاء أسرار الأمن القومى، والتنسيق مع تنظيمات العنف المسلح داخل مصر وخارجها بقصد الإعداد لعمليات إرهابية داخل الأراضي المصرية، والمعروفة بالتخابر مع حماس.

تعليقات القراء