القصة الكاملة لقتيل فيلا نانسي عجرم.. دفاع عن النفس أم قتل عمد؟


 

ما زالت قضية مقتل الشاب السوري محمد الموسى، الذي قتل بزعم اقتحام منزل الفنانة اللبنانية نانسي عجرم في 4 يناير بمسدس زوجها الدكتور فادي الهاشم بـ 16 طلقة حديث وسائل الإعلام، وذلك مع آخر تطورات القضية التي لم تُحسم بعد.

وأعلنت النائبة العامة الاستئنافية في جبل لبنان القاضية غادة عون، الأربعاء الماضي، قد وجهت  لفادي الهاشم، زوج الفنانة نانسي عجرم، تهمة "القتل القصدي"، واستندت القاضية في ادعائها إلى المواد 547 و229 من قانون العقوبات اللبناني، وأحالت الملف إلى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان نقولا منصور.

"سطو مسلح"

بدأت الواقعة في 4 يناير الجاري، بإعلان مقتل "لص" سوري الجنسية من مواليد 1989 حاول سرقة فيلا الفنانة نانسي عجرم بمنطقة نيو سهلة كسروان في العاصمة بيروت خلال تبادل لإطلاق النار بينه وبين زوج الفنانة الدكتور فادي الهاشم.

وأوضحت أعلنت الوكالة الوطنية للإعلام أن القتيل يدعى محمد حسن الموسى، وأنه دخل فجر يوم الأحد ملثما إلى فيلا الفنانة بقصد السرقة، لكنه فوجئ بزوجها فادي الهاشم يشهر مسدسه في وجهه، وحصل تبادل إطلاق نار بينهما مما أدى إلى مقتل السارق على الفور.

أقوال فادي الهاشم

وكشف فادى الهاشم زوج الفنانة نانسى عجرم عن تفاصيل الواقعة، قائلا خلال التحقيق معه من خلال عرض مقطع فيديو يوضح تحركات وتهديد السارق، إن "اللص تسلل إلى المنزل وحاول سرقة بعض الأشياء وحاول إيقافه".

وأضاف الهاشم، "عندما واجهته قام بتهديدي ورفع السلاح وحاولت إبعاده، وأصر على ابتزازي وقمت بمنحه بعضا من المال، وكان يرغب فى سرقة المجوهرات والذهب لكنني رفضت".

وأوضح فادى الهاشم أن اللص قرر أن يقتحم غرفة الأطفال وفى هذه اللحظة شعرت بحالة من الجنون، وهو ما دفعنى إلى الانقضاض عليه وإطلاق الرصاص باتجاهه بعد أن هددني بقتل بناتي.

إذا قال التقرير أن القتيل "محمد حسن الموسى" أصيب بـ 17أو 18 طلقة في أماكن متفرقة من جسده، موضحا "أن طلقة واحدة كانت في الساعد الأيمن، وطلقتين في الكتف الأيسر، ورابعة تحت الإبط الأيسر، و3 في الصدر، وطلقتين في البطن، و7 طلقات في الجهة الخلفية من الجسم وعلى المؤخرة، وطلقة في الفخذ الأيسر".

الأمر الذي وصفه المدير العام لهيئة الطب الشرعي السوري، في حديث لصحيفة "الوطن" السورية، بأنه "تقرير عشوائي وعبثي وليس مهنيا ولا يكتبه سوى طبيب مبتدئ في هذا المجال"، موضحا أن من حالات الضعف الذي اعترى التقرير أنه لم يذكر مواصفات الضحية من بعيد ولا من قريب مثل طوله وبنيته ولون عينيه وشعره وهذا من أولويات عمل الطب الشرعي.
رواية أهل القتيل.

والدة وزوجة القتيل

شككت وزوجة القتيل في الرواية المتداولة عن الحادثة، وكشفت زوجة القتيل فاطمة في لقاء مع وسائل الإعلام عن آخر لقاء مع زوجها محمد الموسى قبل توجهه للفيلا التي قتل بداخلها قائلة: "جاء لي وأخبرني أنه ذاهب للحصول على أمواله من أشخاص سلبوها منه، لاحظت أنه يرتدي ملابس سوداء تماما وبنطلونا أسود .. بعدها تركني وانصرف وذهب لفيلا نانسي".

وتابعت: "لم نكن نعاني من أية مشاكل مالية .. هو كان يعمل بشركة بترول وأقيل منها ثم عمل بعدة أعمال وانتهى به المطاف للعمل في فيلا نانسي قبل مقتله".

من ناحية أخرى، نقلت وسائل إعلام سورية عن والدة القتيل قولها إن "اللقطات المأخوذة من قبل كاميرات المراقبة للحادث مفبركة، وهناك محاولات للتغطية على ما جرى".

وقالت والدة محمد، في حوار مع "روسيا اليوم أونلاين" إن "الدم السوري أصبح رخيصا"، مؤكدة أن الشخص الذي ظهر في الفيديو المتداول ليس ابنها.

وشككت والدة موسى، برواية أسرة الفنانة اللبنانية بأن ابنها دخل إلى الفيلا بنية السرقة، وأكدت:"ليس ابني الذي ظهر في التسجيل، إنه مقطع تمثيلي ألفوه وأخرجوه وأنتجوه".

وتابعت: "من يطلق النار يطلق رصاصة أو اثنتين، لكن شوفوا الطب الشرعي ماذا قال، هناك أكثر من طلقة في ظهر ابني يعني متفننين كأنه واحد لا يعرف يمسك سلاح".
قتل عمد أم دفاع عن النفس؟

وفي آخر تطور لأحداث القضية، فسرت القاضية غادة عون، التي أصدرت قرار الاتهام بالقتل بحق زوج نانسي عجرم، فادي الهاشم، قرارها بالقول: "راجعوا المادتين لتعلموا كل شيء بالنسبة للاتهام، لقد وجهت اتهاما للدكتور فادي الهاشم بالقتل بموجب المادة 573 من قانون العقوبات، ولكن معطوفة على المادة 229".

وتنص المادة 573 من قانون العقوبات اللبناني، على أنه: "من هدد آخر بسلاح عوقب بالحبس مدة لا تتجاوز الستة أشهر، وتتراوح العقوبة بين شهرين إلى سنة إذا كان السلاح ناريا واستعمله الفاعل".

أما المادة 229، من قانون العقوبات اللبناني فتنص على أنه: "لا يعاقب الفاعل على فعل ألجأته الضرورة إلى أن يدفع به عن نفسه أو عن غيره أو عن ملكه أو ملك غيره، خطرا جسيما محدقا لم يتسبب هو فيه قصدا، شرط أن يكون الفعل متناسبا مع الخطر".

بدوره، علق جابي جرمانوس محامي الهاشم،على توجيه تهمة "القتل القصدي" إلى موكله، قائلا :

    "إننا لم نستغرب الادعاء الراهن بحق الدكتور فادي الهاشم لكون أن المسار الطبيعي يتحول الملف إلى قاضي التحقيق الأول في جبل لبنان مع تأكيدنا أن قاضي التحقيق سيصدر قرارا باعتبار ما فعله الدكتور فادي الهاشم دفاعا مشروعا عن النفس".

وتابع المحامي: "من الطبيعي أن يجرى الادّعاء وتحويل الملف إلى قاضي التحقيق الأول في بعبدا الذي بدوره سيُتابع التحقيقات، وسيتثبت صحة كل ما أدلى به الدكتور الهاشم ويتم توصيف فعل الدكتور الهاشم بالدفاع المشروع وفقا لما هو منصوص عنه في قانون العقوبات اللبناني".

تعليقات القراء