«بعد إصابته بالسرطان.. وأنتقامه من والده بقطعه لأشلاء ودفنه تحت السرير».. حكاية جريمة بطلها «انتحر وسره معاه»

الموجز

رغم مرور أسبوع على جريمة قتل شاب مصاب بالسرطان لوالده الذي اشتهر ببخله، إلا  أن أهالي منطقة صفط اللبن، في بولاق الدكرور لا يزالون يشعرون بالصدمة مما فعله جارهم "محمد" وقتل والده دون أن يعرفوا ما سبب ارتكاب الواقعة.

بداية الواقعة

ضاق "محمد"، (31 سنة) ذرعًا بتصرفات والده "محمود"، (70 سنة، موظف بالمعاش)، الذي حاصره ببخله طوال حياته، وعدم الإنفاق على طفلته التي أصيبت مؤخرًا بالسرطان، ومعاتبته الدائمة على تناوله المواد المخدرة، فقرر وضع حد لتلك المضايقات بمشاجرة انتهت بمقتل والده، ودفن جثته أسفل سريره، وبعدما كتشفت الشرطة الجريمة، اختفى 3 أيام بعد الواقعة لتنتهي حياته أسفل عجلات قطار إمبابة، وتتحول جثته إلى أشلاء.

مرور أسبوع على الجريمة

رغم مرور أسبوع على الجريمة، فإن أهالي منطقة صفط اللبن، في بولاق الدكرور لا يزالون يشعرون بالصدمة مما فعله جارهم "محمد" وقتل والده دون أن يعرفوا ما سبب ارتكاب الواقعة.

وأنتقل موقع "مصراوي" إلى موقع الجريمة، والتقى بالأهالي وشهود العيان على جريمة قتل الأب على يد ابنه.

بداية زواج الأبن

قبل 15 سنة تزوج "محمد" من "و. م"، عاملة نظافة في أحد المستشفيات، وأنجبا طفلين "ولدًا وبنتًا". يقول" السيد. م" أحد الجيران: بمرور الوقت حدثت خلافات بين الزوجين، ما جعل الزوجة تذهب إلى منزل أسرتها الكائنة في نفس المنطقة، ولم تعد مرة ثانية إلى منزل زوجها، مرت الأيام وفوجئ الجميع بانفصال الزوجين بالخلع، وترك الأطفال رفقة "محمد" الأب.

حياته قبل الانفصال

كانت حياة "محمد" قبل الانفصال تسير على وتيرة واحدة، يقضي معظم وقته بعمله في النقاشة، للإنفاق على بيته، لكن الدخل كان قليلًا في يد الزوجة، ما أدى إلى التشاجر كل يوم داخل عش الزوجية، حتى تركت الزوجة المنزل، ورفعت دعوى أمام محكمة الأسرة، وخلعت الزوج، منذ 3 سنوات، ومن هنا ساءت حياة الزوج، خاصة بعدما علم أن طفلته تعاني من مرض السرطان، فأصبح يتناول المواد المخدرة.

والد القتيل

"والد محمد كان متجوز قبل والدته وعايش معاها في أكتوبر، وكان متعود ييجي كل أربع ويبات عند محمد ووالدته"، قالها أحد أقارب الأسرة قبل أن يكمل "كان لما ييجي يبات في صفط كان محمد بيتخانق معاه بسبب بخله وعدم إنفاقه على ابنته المريضة بالسرطان، ومعاتبته على تعاطي للمخدرات".

يعمل نقاشًا

كان "محمد" يعمل نقاشًا، ويتقاضى الكثير من الأموال في عمله، فكان لا يعمل باستمرار في عمله، يعمل ليجلب المخدرات، فتنفد أمواله فيتجه مرة ثانية للعمل، وفي تلك الأثناء تكثر مشاجراته مع والده، والتي يسمعها في الغالب سكان الشارع، ليعطيه المال من أجل الإنفاق على ابنته.


اعتاد الأب "محمود" على البيات رفقة زوجته الثانية يوم الأربعاء من كل أسبوع، ودع أسرته صبيحة الأربعاء قبل الماضي، أخبرهم بأنه سيذهب لزوجته الأخرى وأولاده في محل سكنه- منطقة صفط اللبن- دون أن يدري بأنه سيكون الوداع الأخير.

رجل سبعيني

وصل الرجل السبعيني إلى زوجته "نجاح"، وجلس رفقتها وأخذ في الحديث عن أحوالها وأحوال الأولاد، وخلال ذلك دخل ابنه "محمد"، وطلب منه أموالا من أجل علاج ابنته المصابة بالسرطان والمحجوزة في المستشفى، حتى فاجأه الأب بالرفض "مش معايا فلوس وانت لو أخدت الفلوس هتروح تصرفها على الهباب اللي بتشربه". تركتهما الأم وطلبت الانصراف لزيارة ابنتها القاطنة في نفس الشارع.


ساعات قليلة، وحضرت الأم مرة ثانية إلى منزلها، لكنها لم تجد زوجها، موجهة حديثها لابنها "محمد": "أبوك فين؟"، فبادرها بالرد بأنه خرج، ولم يعلم أين ذهب "معرفش راح فين، هتلاقيه روح لبيته التاني".

بعد غياب الأب لأيام

بعد أيام من غياب الأب عن منزله الثاني تلقى "محمد" مكالمة هاتفية من "عمرو"، 51 سنة، شقيقه من الأب، يستعلم منه عن مكان والدهما: "أبوك من يوم مكان رايح ليكم ولحد دلوقتي مجاش، هو راح فين؟"، استنكار "محمد" جعل "عمرو" يحرر محضرًا بقسم شرطة أكتوبر بغياب والده "محمود"، (70 سنة)، موظف بالمعاش، والمقيم بمنطقة صفط اللبن بولاق الدكرور، منذ يوم الأربعاء الماضي.

على الفور، انتقلت قوة أمنية من مباحث الجيزة لمكان المنزل محل إقامة المتغيب، وبإجراء التحريات تبين أن المتغيب مقيم بالعنوان المشار إليه صحبة زوجته "نجاح"، وشقيق المبلغ من الأب، ويدعى "محمد"، سيئ السمعة والسلوك، ودائم التشاجر مع المتغيب بسبب الأموال، لشراء المخدرات.

3 ايام على اختفاء الأب

بعد 3 أيام من اختفاء الزوج، وبمناقشة "نجاح" أقرت بأنها عادت يوم الأربعاء قبل الماضي من زيارة ابنتها، فتبين لها عدم وجود الزوج المتغيب، وبالاستعلام من نجلها أخبرها أنه خرج بعدها، إلا أنه لم يشاهده.

حضور الشرطة

ما إن شاهد "محمد" رجال الشرطة تتجه نحو البيت، والسؤال عن والده، أخذ يتبادل مع الأهالي في المنطقة الحديث في السؤال عن والده ضاحكًا "محدش شاف أبويا يا جدعان"، لكن كممت الأفواه بعدما عثر رجال الشرطة في صباح الجمعة الماضي على "بطانية" في مدخل المنزل ملطخة بالدماء، ومن هنا تبخر الابن "محمد" عن المنطقة.

في العاشرة مساء الجمعة الماضي، قطع صراخ أحد الجيران الهدوء الذي يسود المنطقة، "الحقوا لقوا جثة الحاج محمود مدفونة تحت السرير"، سارع الجميع لاستبيان الأمر داخل المنزل، علموا بأن "محمد" هو القاتل.

"محمد كان زي الفل بس من ساعة ما مراته خلعته بالمحكمة، وهو اتجه لإدمان المخدرات.. المخدرات وقلة الفلوس لعلاج بنته السبب".. قالها الرجل الثلاثيني قبل أن يضيف بحزم "والد محمد كان ماسك على القرش، واليوم اللي كان بييجي يقعد فيه عندهم كان بيتخانق معاه علشان عايز فلوس للمخدرات ولعلاج بنته".

كشف الجريمة

بعد مرور 6 ساعات من كشف الجريمة، حددت قوات الشرطة خط هروب المتهم، وبتتبع خط سيره، توصلت القوات إلى أن "محمد" انتحر أسفل عجلات قطار السكة الحديد بإمبابة، وحول القطار جثته إلى أشلاء.

لم يعلم أحد سبب انتقام "محمد" وانتحاره بعد ارتكابه للجريمة: "محمد قتل أبوه وانتحر وخد سره معاه.. مفيش حد عارف السبب فين" قالها أحد المقربين من الأسرة مكملًا: فوجئنا بعد 3 أيام من اختفاء "محمد" والبحث عنه من قبل الشرطة بأنه ألقى بنفسه أسفل عجلات القطار في منطقة إمبابة.

تعليقات القراء