تطورات قضية ’’شهيد الجدعنة‘‘.. الإفراج عن 14 من المطالبين بإعدام ’’راجح‘‘.. وحقيقة مشاهد تعذيب ’’محمود البنا‘‘ قبل قتله

كتب: ضياء السقا

تداول رواد مواقع التواصل الإجتماعي فيديوهات وصور، تزعم تعرض الطالب محمود البنا، المعروف إعلاميا بـ"شهيد الجدعنة"، للتعذيب على يد القاتل محمد راجح وأصدقائه، قبل طعنه بالمطواه.

حقيقة مشاهد تعذيب ’’محمود البنا‘‘ قبل قتله

من جانبه، كشف مصطفى محروس، محامي "محمود البنا"، في تصريحات لـ«بوابة أخبار اليوم»: "لا صحة للصور والفيديوهات المتداولة، وتبين أنها من مدرسة في الأردن، وليست خاصة المجني عليه، حيث لم يتبث تعذيبه من قبل راجح وأصدقائه".

وطالب المحامي وسائل الإعلام والمواطنين بتحري الدقة قبل نشر المعلومات عن القضية.

الإفراج عن 14 من المطالبين بإعدام ’’راجح‘‘

من ناحية أخرى أكدت مصادر أمنية لـ«الوطن»، الإثنين، أنه جرى الإفراج عن 14 من أهالى مدينة تلا بمحافظة المنوفية، الذين تم إلقاء القبض عليهم أثناء مشاركتهم فى مسيرة جابت شوارع المدينة للمطالبة بالقصاص من المتهمين بقتل «شهيد الجدعنة».

وأكدت المصادر أنه لا صحة للشائعات التى يرددها البعض حول إلقاء القبض على فتاة أثناء مشاركتها فى الاحتجاجات.

وتعقد محكمة أحداث شبين الكوم، بمحافظة المنوفية، أولى جلسات محاكمة المتهمين بقتل محمود البنا، المعروف إعلاميا بـ "شهيد الجدعنة"، يوم الأحد المقبل، الموافق 20 أكتوبر الجاري.

الجناة يفلتون من حكم الإعدام

وفي سياق متصل، أعلن مصدر أمني بمديرية أمن المنوفية، في تصريحات لموقع "صدى البلد"، أن المتهمين في القضية، لم يتعدوا السن القانونية، حيث أنهم سيكملون عامهم الـ 18 في 11 نوفمبر المقبل، وبذلك فإنهم سيخضعون للمحاكمة وفقا لقانون الطفل وأقصى عقوبة فيه قد تصل الي 15 عاما وليس الإعدام.

وأضاف المصدر، أن المتهمين الثلاث سيتم محاكمتهم كحدث وفقا لقانون الطفل أمام محكمة جنايات الأحداث "جنح مستئانف"، مضيفا أن حساب سن المتهم يتم وفقا لوقت ارتكاب الجريمة واقصي عقوبة في قانون الطفل، السجن من 10 الي 15 عاما.

وكانت النيابة العامة، قد أعلنت التفاصيل الكاملة لواقعة مقتل محمود على يد صديقه محمد راجح، في مدينة تلا، بمحافظة المنوفية، كما أمر النائب العام، بإحالة المتهمين للمحاكمة العاجلة.

وأصدرت النيابة بيانا، السبت، قالت فيه: "أمر النائب العام المستشار حمادة الصاوى بإحالة محمد أشرف راجح و3 آخرين "محبوسين"، إلى المحاكمة جنائية عاجلة لاتهامهم بقتل محمود محمد سعيد البنا عمدا مع سبق الإصرار والترصد فى القضية رقم 14568 جنح تلا / المنوفية لسنة 2019".

وكشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 14568 لسنة 2019 جنح، عن حقيقة الواقعة التي بدأت عندما «استاء المجني عليه من تصرفات المتهم قِبَلَ إحدى الفتيات، فنشر كتابات على حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي (إنستجرام) أثارت غضب المتهم، فأرسل الأخير إلى المجني عليه عبر برامج المحادثات رسائل التهديد، ثم اتفق مع عصبة من أصدقائه على قتله، وأعدوا لذلك مطاوي وعبوات تنفث مواد حارقة للعيون – مصنعة أساساً للدفاع عن النفس -، وحددوا يوم الأربعاء 9 أكتوبر 2019 موعدًا لذلك».

وأكدت التحقيقات أن المتهمين محمد راجح وإسلام عواد ترصدا للمجني عليه بموضعٍ قرب شارع هندسة الري بمدينة تلا بمحافظة المنوفية، وما إن ابتعد المجني عليه عن تجمع لأصدقائه حتى تكالبا عليه، فأمسكه الأول من تلابيبه مشهرا مطواة في وجهه ونفث الثاني على وجهه المادة الحارقة، وعلت أصواتهما حتى سمعها أصدقاء المجني عليه فهرعوا إليه وخلصوه من بين يديه، ليركض محاولًا الهرب؛ فتبعه المتهمان حتى التقاه المتهم الثالث: مصطفى الميهي، وأشهر مطواة في وجهه أعاقت هربه وتمكن على إثرها من استيقافه، ليعاجله المتهم الأول بضربة بوجنته اليمنى أتبعها بطعنة بأعلى فخذه الأيسر، وذلك بعدما منعوا أصدقاءه من نجدته مستخدمين المادة الحارقة، ليتركوه مثخناً بجراحه، فنقله الأهالي إلى مشفى تلا المركزي، بينما هرب المتهم الأول على دراجة آلية قادها المتهم الرابع: إسلام إسماعيل.

وانتقلت النيابة العامة إلى المستشفى وناظرت جثمان المجني عليه، كما سألت شهود الواقعة، وأصدرت قرارها بإجراء الصفة التشريحية لجثمان المجني عليه، وبالتحفظ على تسجيلات آلات المراقبة بمكان الواقعة، واطلعت على محتوى الرسائل التي تبادلها المتهم الأول والمجني عليه.

وأظهرت مناظرة النيابة العامة للمجني عليه إصابته إصابتين إحداهما بوجهه والأخرى بأعلى فخذه، وأجمع شهود الواقعة على أن سبب الإصابتين ضربة وطعنة من المتهم الأول للمجني عليه، وأكد أطباء مصلحة الطب الشرعي أن الطعنة التي أصابت فخذ المجني عليه الأيسر هي التي تسببت في وفاته وأنها جائزة الحدوث من مطواة وكالتصوير الذي أجمع عليه الشهود، وشاهدت النيابة العامة بتسجيلات آلات المراقبة وقوع الشجار مع المجني عليه وسط حشدٍ من الفتيان ثم تقهقره ومحاولة هربه ولحاق آخرين به ثم ظهوره بمشهدٍ ثانٍ وآخر يحاول الإمساك به، وبمشهدٍ أخير والدم يسيل من رجله اليسرى، كما اطلعت على رسائل من المتهم إلى المجني عليه سبقت الواقعة تضمنت تهديداً ووعيداً له بإيذائه بدنياً».

وأكدت أقوال متهمين إشهار المتهم الأول مطواة قرن غزال في وجه المجني عليه، ونفث المتهم الثالث المادة الحارقة في وجوه من هبوا لنجدته، بينما قرر متهمان أن المتهم محمد راجح طعن المجني عليه برجله اليسرى.

وكانت مباحث مركز تلا بمديرية أمن المنوفية، قد تمكنت من ضبط المتهمين بقتل محمود البنا.

وضبطت قوات الأمن محمد أشرف راجح المتهم الرئيسي في قتل "محمود"، ومساعديه كل من إسلام عواد 17 عاما، مصطفى محمد 17 عاما ومقيمان جميعا بمدينة تلا.

وبمواجهة المتهمين، اعترفوا بقيام محمد أشرف راجح بقتل المجنى عليه بسبب خلافات على مغازلة فتاة، وقررت النيابة، حبسهم، أربعة أيام على ذمة التحقيقات.

وتعود تفاصيل الجريمة إلى قيام الجاني بالتحرش بفتاة، مما دفع المجني عليه للتدخل، للدفاع عنها، ومن ثم قام "راجح" بطعن "محمود" طعنات متتالية نافذة فى البطن والرقبة، وتوفي على إثرها.

وكشف "مصراوي"، تفاصيل الواقعة، حيث تبين أنه أثناء خروج المجني عليه من حصة للدرس الخصوصي، حاول معاتبة الجاني على قيامه بمعاكسة الفتيات زميلاته في الشارع، وحاول ثنيه عما يفعله، قائلا: "عيب تعاكس زميلاتي أنت جامعي".

وتصدر هاشتاج "#راجح_قاتل"، تريند موقه التواصل، الاجتماعي، تويتر، خلال الساعات الماضية، وطالب رواد السوشيال ميديا بإعدام القاتل، وعودة حق الشاب الذي دفع حياته ثمنا للشهامة والجدعنة.

وفي جنازة مهيبة، شيّع أهالي مدينة تلا، الخميس الماضي، جثمان محمود، وسط حالة من الحزن والغضب، بعد مقتل الشاب، وطالبوا بتطبيق القصاص العادل، لعودة حق الراحل.

تعليقات القراء