مأساة طبيب أسنان.. قصة تحول دكتور لـ«مجذوب» يطوف الشوارع والسبب: انفصال زوجته وسفرها بصحبة طفله.. وحارس العقار وصديقه قتله: خفت من الفضيحة

الموجز

طبيب أسنان، يعمل بالسعودة حتى عاد عام 2006إلى مصر، وفي عام 2007 تزوج لعدة سنوات، وأنجب طفل، لكن لم يدم الزواج طويلًا، انفصلت زوجته عنه بالطلاق، وتركته وأخذت طفلهما وهجرت إلى دولة أوروبية، ومن هنا انقلبت حياة الطبيب رأسا على عقب، دابت قدما "الطبيب" في رحلة البحث عن طفله، لكنه لم يفلح في الوصول إليه، وتحول إلى "مجذوب".

حياة طبيب اسنان تحول لمجذوب

كان هذا ملخص لحياة طبيب الاسنان "صفوت أ."، الذى قتل على يد حارس العقار، بعد فشله في العثور على زوجته وطفله تحول لمجذوب وأصبح يطوف الشوارع، وأطفال المنطقة يسيرون خلفه في الشارع ويلقونه بالحجارة وهم يرددون "المجنون أهو"، -(حسب ما رواه الأهالي).

سرقة شقته

على غير العادة عاد "صفوت أ."، (٤٨ سنة)، طبيب أسنان، إلى مسكنه في شارع الجنينة، بمنطقة الهرم، جنوب محافظة الجيزة، بعد دقائق من مغادرته له، فوجئ بحارس العقار وآخر يعبثان بمحتويات المسكن، وبخهما وحاول الاستغاثة بالجيران، إلا أنهما انقضا عليه وقاما بتكبيله وخنقه، خوفا من افتضاح أمرهما، وتركا جثته وفرا هاربين.

الحارس يستعين بصديقه

ظهر الجمعة قبل الماضي استغل "علي و." حارس عقار، خروج المجني عليه من مسكنه، واستعان بصديقه "شريف" (24 سنة)، لسرقة محتويات المسكن، وأثناء تواجدهما بداخل الشقة فوجئا بعودته، فقاما بخنقه باستخدام قطعة قماش "شال" ، وقيداه، فأوديا بحياته واستوليا على "مبلغ مالي قدره 1500 جنيه، و3 هواتف محمولة".

طبيب بالسعودية

كان "صفوت أ."، المجني عليه، يعمل بدولة السعودية في مهنة الطب حتى عاد عام 2006إلى مصر، وفي عام 2007 تزوج لعدة سنوات، وأنجب طفل، لكن لم يدم الزواج طويلًا، انفصلت زوجته عنه بالطلاق، وتركته وأخذت طفلهما وهجرت إلى دولة أوروبية، ومن هنا انقلبت حياة الطبيب رأسا على عقب، دابت قدما "صفوت" في رحلة البحث عن طفله، لكنه لم يفلح في الوصول إليه، وتحول إلى "مجذوب"، وأصبح يطوف الشوارع، وأطفال المنطقة يسيرون خلفه في الشارع ويلقونه بالحجارة وهم يرددون "المجنون أهو"، -(حسب ما رواه الأهالي)

ينتقل من مسكن لآخر

على مدار الأشهر الماضية، كان "صفوت"، يتنقل من شقه إلى أخرى في المنطقة حتى انتهى سكنه في الطابق التاسع من العقار، حسب ما قال "أبو ياسر" سمسار المنطقة، قبل أن يكمل "كان غلبان ومن ساعة ما باع بيته في منطقة كعابيش، وجه قعد هنا، كل الحكاية انه كان بيكلم نفسه وبيلف في الشارع بشنط محمله على كتفه مكنش بيأذي حد".

يرتدي جلابية ممزقة

قبل 8 أشهر حضر "طبيب الأسنان" إلى شاع الجنينة، يرتدي ملابس رثة ممزقة "جلابية" ويحمل حقائب بلاستيكية وقماش ويتجول بها في الشوارع طول اليوم فيبدو كـ"المجذوب"، كما أنه كان يحدث نفسه طوال الليل فينفر منه السكان خوفًا على أطفالهم منه، فكان يسكن في كل شقة لشهر أو اثنين.

رائحة كريهة

الاثنين قبل الماضي، اشتكى سكان العمارة رقم (10) من رائحة كريهة تنبعث من شقة طبيب الأسنان، "مريض نفسي"، ولم يشاهده أحد منذ أيام. ما إن علم "علي م."، حارس العقار بشكوى السكان توجه إلى قسم الشرطة وحرر محضر بتغيب المستأجر ووجود رائحة كريهة تخرج من شقته.

مكبل اليدين

مع شروق صباح الثلاثاء قبل الماضي حضرت قوة بقيادة المقدم محمد الصغير رئيس المباحث، وإذا بحارس العقار "هي دي الشقة اللي طالع منها ريحة وحشة ياباشا" بدأ رجال الشرطة في فتح باب الشقة، وبدخولهم وجدوا "صفوت" ملقى على الأرض جثة هامدة وجسده منتفخ ومكبل اليدين والرجلين، وآثار خنق حول رقبته.

التحريات

فحصت الأجهزة الأمنية علاقات الطبيب، ومدى وجود خلافات له مع آخرين من عدمه، كما فحصنا عدد من الكاميرات المتواجدة بالمنطقة، وكشفت عن دخول وخروج شخص غريب عن المنطقة في وقت ارتكاب الجريمة.

مسجل خطر

وعمم فريق البحث نشرة بأوصاف الشخص، وتوصلت التحريات إلى أنه يدعى "شريف ال."، مسجل خطر، أفرج عنه منذ عدة أيام بعد قضائه عقوبة السجن 6 سنوات في قضية مخدرات، وبالاستعلام عنه تبين أن مقر إقامته في منطقة مصر القديمة، فانتقلت مامورية نجحت في ضبطه وعثر بحوزته علي هواتف المجني عليه بعد قيامه ببيع أحدها لأحد الأشخاص فتم ضبطه أيضًا.

اقتحام شقة الطبيب

في اعترافاته للنيابة، قال المتهم الرئيسي "علي" إنه استعان بصديقه "شريف" وخطط معه لاقتحام شقة الطبيب وسرقتها، على أحد المقاهي بشارع الهرم، "قلت له في طبيب مجنون كدة من السكان ومعاه فلوس ولو سرقناه واشتكى لحد محدش هيصدقه، وأنا عملت نسخة من مفتاح الشقة، ولا من شاف ولا من دري".

سرقة الشقة

بعد جلستهما بدأ المتهمان في تنفيذ مخططهما لسرقة الشقة، راقبا تحركاته، وعلما بأنه يخرج في كل صباح ويعود في المساء، ورصدا مواعيد وصوله إلى المنزل، حتى حددا يوم الجريمة 27 سبتمبر.

تفاصيل الواقعة

في تمام الساعة الحادية عشر من صباح الجمعة، صعد حارس العقار إلى الشقة ووقف المتهم الثاني يراقب على السلم، وبعد دخول المتهم بلحظة من باب الشقة سمع المتهم الثاني صوت صراخ داخل الشقة هرع نحوه وجد حارس العقار منقذ على الطبيب يكتم أنفاسه، وهو يردد "لازم نخلص منه الراجل عرف شكلي وهيفضحني لو سبته"، فقام "شريف" بتكبيل المجني عليه من رجليه ويديه وقام "علي"، بخنقه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة.

تمثيل الجريمة

ما إن انتهى المتهمان من اعترافاتهما، حتى اصطحبتهما قوات الأمن يوم الجمعةالماضية إلى مكان الجريمة، عقب التنسيق مع مباحث الهرم برئاسة المقدم محمد الصغير رئيس مباحث الهرم. ونقلت الشرطة جثمان المجني عليه في حضور النيابة العامة إلى المشرحة، والتي أسفرت مناظرتها عن حدوث حالة تعفن رمي للجثة لمرور عدة أيام على الوفاة.

القتل العمد

وأرشد المتهمان عن الهواتف والأموال المسروقة التي استوليا عليها من القتيل. واتهمتهما النيابة بالقتل العمد المقترن بالسرقة، وأمرت بحبسهما على ذمة التحقيقات.

تعليقات القراء