والد محمود البنا :"ابني مات عشان متربي زياده" وأهل القاتل أغنياء ومعروف عنهم المشاكل.. وصديقه: محمود راح غدر .. وأهالي تلا يطالبون بالقصاص

أحمد أبوعقيل

"إبني مات عشان متربي زيادة" بهذه الكلمات بدأ  محمد البنا، والد الشاب محمود، رواية التفاصيل الكاملة حول مقتل نجله على يد 3 شباب بمركز تلا في محافظة المنوفية بعد معاتبته لأحدهما على مغازلة إحدى الفتيات في الشارع، حيث أوضح أنه في بادئ الأمر تلقى اتصالًا من زوجته تخبره بأن محمود تعرض لاعتداء وطعن بالبطن وتم نقله للمستشفى، مؤكدًا أنه توجه على الفور للمستشفى ولكن وجد نجله قد فارق الحياة.

وأضاف "البنا"، خلال مداخلة هاتفية في برنامج "يحدث في مصر"، الذي يُعرض على شاشة "MBC مصر"، مع الإعلامي شريف عامر: "كمية الدم كانت استحالة تقول إنه عايش، وقالوا في المستشفى إنه مات نتيجة طعنة نافذه بمطواة في البطن، والـ3 أشخاص اللي اعتدوا على ابني من عائلات ثرية ومعروفين باختلاقهم للمشاكل".

وأشار إلى أنه كان هناك تربص من قبل الشباب بنجله بعد معاتبته لهم على تعديهم على فتاة والتحرش بها، مضيفًا: "ابني قالهم مش رجولة واعتبرها زي أختك، وابني معروف وسط أصحابه بالتربية والأخلاق، وأخلاقه الزائدة اللي عملت فينا كده، العيال رسموا الخطة على ابني وتربصوا به وهو رايح الدرس واعتدوا عليه".

وتابع: "أحدهم قيده، والآخر بخ على وشه بخاخة، والثالث طعنه عدة طعنات، أودت بحياته، الشارع اللي إحنا فيه بيحصل فيه جرائم كثيرة، بس الكاميرات رصدت كل تفاصيل الجريمة".

"معاكسة الفتيات ليست من الرجولة"

"معاكسة الفتيات ليست من الرجولة".. كانت تلك هي الجملة التي قتلت صاحبها الشاب محمود البنا، بعدما انتقم منه "راجح" وأصدقاؤه .عندما كتب المنشور السابق على "فيس بوك"، بعد معاكسة "راجح" المتهم الرئيسي، لفتاة في الشارع وتدخل الضحية للتصدي له، ما دفع المتهم للانتقام منه.

أبطال الواقعة هم طالب و2 آخرين، محمد أشرف راجح 18 سنة، طالب، ومصطفى محمد مصطفى 17 سنة، وإسلام عاطف 17 سنة طالب، اعتدوا على المجني عليه أثناء سيره في الطريق، بمطواه كانت بحوزتهم ما أدى إلى وفاته.

اء في التحريات وأقوال الشهود إن المتهم الرئيسي، ويدعى محمد راجح قرر الانتقام من محمود لمعاتبته له وبسبب كتابته على "فيس بوك"، إن "معاكسة الفتيات ليست من الرجولة".

استعان المتهم باثنين من أصدقائه وأحضر مطواه، وأثناء سير الضحية في الشارع، أسرع ناحيته وسدد له عدة طعنات وتركه ينزف وفر هاربا.

أسرع الأهالي في نقل "محمود" إلى مستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله إلى مستشفى تلا، لتسود حالة من الغضب والحزن على شاب حسن السمعة ينتمي لأسرة كريمة، فارق الحياة على يد شاب اعتاد ممارسة البلطجة وحمل السلاح كما أكد أصدقاؤه، أثناء مناقشتهم أمام رجال المباحث.

صديق محمود يتحدث عن اخلاقه

"كنت فاكره بيهزر وعايزني أروح له عشان بقالي فترة مرحتلوش"، هكذا استقبل مصطفى صديق عمر محمود البنا نبأ وفاته حين حدثه أحد أصدقائه ليخبره بخبر موت صديق عمره، الذي لم يفارفه سوى عند اختيارهم شعبتين مختلفتين في مرحلة الثانوية العامة، فالتحق مصطفى بالشعبة الأدبية ومحمود بشعبة علمي علوم.

وفاة محمود البنا إثر طعنه على يد زميله واثنان من أصدقائه، وقع على أسماع صديقه كالصاعقة: "كان في بينا حاجات محدش يعرفها أسرار كتير كان بيحب يتكلم معايا وكنا بننصح بعض كان أكتر من أخويا.. محمود كان صاحبي من 12 سنة".

يتحدث مصطفى لـ"الوطن"، عن رفيق المقعد الواحد من الصف الأول الابتدائي وحتى مرحلة الثانوية، فهم كانوا أكثر من الإخوة، يقضون مع بعضهم أوقاتا أطول مما يقضونها مع أسرهم.

لم يستوعب مصطفى الحدث، ولم يصدقه حتى بعد ذهابه للمستشفى، ويقول: "رحنا المستشفى وقعدنا أكتر من ساعتين، وكنت مش مصدق بردو ولحد دلوقتي مش مصدق"، فكيف لصديق العمر أن يذهب دون أو يودعني.
كنا بنحلف بعض بـ"اللي بينا"ويتحدث عن محمود فيقول: "معروف في دفعتنا أنه غلبان أوي وطيب أوي والشارع كله عارف دا لأن بسبب الدروس كنا بننزل كتير، الشارع والناس كانوا عارفين إننا في حالنا"، فطلاب الثانوية العامة الاثنان رغم اختلاف المواد التي يدرسونها ظلوا أصدقاء.

أهالي المنوفية يطالبون بالقصاص

"النهارده في وقفة بعد صلاة الجمعة بتطالب بحق محمود البنا"، الجملة التي أجمع عليها أصدقائه اليوم ونفذوها وبمجرد الانتهاء من الصلاة، احتشد أهالي تلا في محافظة المنوفية تنديدا بـحادث مقتل الطالب محمود البنا على يد زميله وأصدقائه بسبب عتابه لهم للتحرش بفتاة، فتجمع أهله ومحبيه ومعهم الأهالي في مسيرة من مئات البشر.
مسيرة حاشدة

نظم أهالي تلا مسيرة حاشدة طالبوا فيها بحق الطلاب محمود البنا، نشرت صفحة "راجح قاتل" عبر موقع التواصل الاجتماعي جانب من المسيرة.

أما أحمد عبد الغفار، أحد أقارب الضحية، الذي ندد بمقتل ابن عمومته، فخرج في المسيرة ليعرب عن غضبه ويطالب بحق محمود البنا.

وقال الأهالي: "بالدم باروح حقه مش هيروح"، "مش هيعدي مش هيفوت زي ما هو قاتل يموت" وغيرها من الهتافات.
على الحيطان

نشر رواد مواقع التواصل الاجتماعي العديد من الصور، التي ترصد كتابة هاشتاج (#راجح_قاتل) على حوائط مدينة تلا في المنوفية.

عبر فيس بوك وتويتر

أصبح "راجح قاتل" تريند على موقع البحث جوجل، بعد يوم كامل من تداوله على مواقع التواصل الاجتماعي، وانتشار صورة لشابين يبدو أنهما في أوائل العشرينيّات، للحديث عن حادث مقتل الشباب محمود البنا.

وكانت مدينة تلا بمحافظة المنوفية، شهدت جريمة قتل بشعة عندما اعتدى طالب على زميله، لمعاتبة الأخير له على معاكسة فتاة، فاستل مطواه وذبحه وسط الشارع بمساعدة اثنين من أصدقائه، وسط صدمة المارة، تمكنت القوات من ضبطهم.

وأكد المتهمون في أثناء مناقشتهم أمام رجال المباحث، أنه جرى بينهم خلاف تحول إلى مشادة كلامية، طعنوا على إثرها محمود محمد البنا 18 سنة، طالب، بمطواه بالفخذ الأيسر وتركوه وسط دمائه وفروا هاربين.

يذكر أنه جرى تشيع جثمان الطالب إلى مثواه الأخير، أمس، وسط حضور آلالاف من أهالي القرية، وأصدقاء الضحية.

تعليقات القراء