تايوان.. أول دولة هزمت فيروس كورونا.. نائب الرئيس "عالم وبائيات"

كتب: ضياء السقا

تطرق مقطع فيديو على يوتيوب، بعنوان "أول دولة هزمت فيروس الكورونا"، نجاح السلطات التايوانية في التصدي لتفشي الوباء في البلاد، بسبب الإجراءات المبكرة التي اتخذتها الدولة التي تقع على بعد 130 كيلومترا من ساحل البر الصيني الرئيسي.

إن أحد أسباب تمكن تايون من احتواء الفيروس يعود إلى استعدادها المبكر لتفشي الفيروسات، بجانب نجاح نائب الرئيس التايواني تشين شين جين، في تطويق كورونا في البلاد، وذلك بفضل خلفيته العلمية كونه كان عالما في مجال الفيروسات والوبائيات.

وأضافت أن تايوان في حالة تأهب دائم للتصدي لأي تفش للأوبئة في منذ فيروس سارس عام 2003، إذ أنشأت بعد أشهر من انتهاء موجة الفيروس مركزا مختصصا في مكافحة الأوبئة.

وأطلقت على المركز اسم "مركز القيادة الصحية الوطنية"، وهو جزء من مركز إدارة الكوارث الوطنية، وتنصب مهمته على الاستجابة السريعة في حال تفشي أي فيروسات، ويعمل كنقطة اتصال بين الحكومة المركزية والسلطات المحلية في الأقاليم، ويجري تدريبا للطواقم الطبية على تنفيذ الحجر الصحي في الأوقات العادية.

في 31 ديسمبر 2019، أخطرت السلطات الصينية منظمة الصحة العالمية بتفشي فيروس كورونا لسبب غير معروف في ووهان وسط البلاد، وتحركت تايوان بصورة مدهشة حتى قبل أن يحل الظلام في ذلك اليوم

بدأ المسئولون في تايوان في الصعود على متن الطائرات القادمة من ووهان في اليوم ذاته، واصطحبوا معهم فرقا طبية فحصت المسافرين، للتأكد من أنهم لا يعانون أعراض الالتهاب الرئوي، قبل السماح لهم بالنزول من الطائرة.

وبعد أيام قليلة، وتحديدا في 5 يناير 2020، تم توسيع نطاق البحث ليشمل كان من كان في ووهان قبل 14 يوما، ومع تفشي الفيروس في الصين وسعت تايوان حظر الرحلات الجوية.

وكتب البلد إلى منظمة الصحة العالمية يوم الإخطار عن وجود فيروس كورونا، تطلب المزيد من الإيضاحات، وحين لم تتلق أي إجابات قررت إرسال خبراء بنفسها إلى ووهان في منتصف يناير، حيث خلصوا إلى أن الفيروس يمكن أن ينتقل من إنسان إلى آخر، وأنه أكثر خطورة من المتوقع.

 فقد نفذت تايوان 124 خطوة ضمن خطة عملها لمواجة فيروس كورونا، تجاوزت حتى مراقبة الحدود، لأن مسؤوليها أدركوا أن ذلك ليس كافيا.

وتميزت هذه الإجراءات بالسرعة واستخدام التكنولوجيا المتطورة، وتخصيص الموارد اللازمة لها ودعمها بإجراءات قانونية حازمة.

وعلى سبيل المثال، دمجت تايوان قاعدة البيانات الخاصة بالتأمين الصحي مع قاعدة بيانات الهجرة والجمارك من أجل إنشاء شبكة معلومات أكبر حجما للتحليل، وهذا أعطى السلطات تنبيهات عاجلة في وقت دخول الشخص إلى المستشفى، ومع هذه التنبيهات تظهر بيانات تاريخ السفر والأعراض لتصنيف المخاطر.

واستخدمت البلاد تقنية جديدة تعرف بـ"كيو آر"، التي تظهر بيانات الأشخاص الذين سافروا ومكان الرحلة وتاريخها، وذلك في الأيام الـ14 الأخيرة.

وبناء على البيانات السابقة، فإن الذين يشكلون خطرا منخفضا لنقل عدوى كورونا، يتلقون رسائل قصيرة على هواتفهم الشخصية، تطلب منهم مراجعة السلطات المختصة التي تجري لهم فحصا طبيا.

أما الذين يشكلون خطرا كبيرا فقد وضعوا قيد الحجر المنزلي، وجرى تتبعهم عبر هواتفهم لضمان بقائهم في المنزل طيلة فترة الحضانة.

ويضاف إلى ذلك الفحص الطبي الاستباقي الذي أجرته السلطات في تايوان، لكل الذين عانوا أعراضا تنفسية شديدة، حيث أدخلوا إلى المستشفيات وظلوا تحت المراقبة، كما تمت إعادة فحص الذين كانوا يعانون قبل فترة كورونا من الالتهاب الرئوي.

ويضاف إلى ذلك، الإجراءات الحاسمة المبكرة مثل قرار حظر السفر من أجزاء كثيرة من الصين، ومنع السفن السياحية من الرسو في موانئ الجزيرة، وفرض عقوبات صارمة على أي شخص يخالف أوامر الحجر المنزلي أو ينشر معلومات مضللة عن كورونا.

شاهد الفيديو:

تعليقات القراء