"كورونا يتوحش".. نيويورك تستخدم قبورًا جماعية لدفن الموتى في ظل تفشي الوباء في المدينة

الموجز

يسعى العالم جاهدا لوقف تفشي وباء كورونا، الذي يواصل حصد الأرواح رغم الإجراءات الاحترازية العديدة التي جرى تطبيقها لكبح انتشاره.

وتخطت حصيلة الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا المستجد حاجز الـ95 ألفا، في حين تجاوز تعداد المصابين بالمرض المليون و600 ألف حالة، وارتفعت حالات الشفاء لأكثر من 357 ألف شخص.

وظهرت صور توابيت يُهال عليها التراب في مقابر جماعية في مدينة نيويورك، وسط ارتفاع معدلات الوفاة جراء تفشّي فيروس كورونا.

وظهر عُمّالٌ يرتدون سترات وقائية بينما يهيلون التراب على توابيت متراصة في حُفر كبيرة.

وتُخصّص مدافن هارت آيلاند منذ أكثر من 150 عاما لسكان نيويورك ممن ليس لهم أقارب أو غير القادرين على تحمُّل تكاليف الدفن. حسبما نشر موقع "BBC".

وتضم ولاية نيويورك حالات إصابة بفيروس كورونا تزيد على حالات الإصابة بالفيروس في أي دولة على حدة، بحسب آخر الإحصاءات.

وأكدت السلطات في نيويورك حتى أمس الخميس إصابة 159,937 بفيروس كورونا مات منهم سبعة آلاف.

وسجلت إسبانيا 153 ألف إصابة، وإيطاليا 143 ألف إصابة، أما الصين فقد سجلت 82 ألف إصابة بالفيروس.

وسجلت عموم الولايات المتحدة الأمريكية 462 ألف إصابة بفيروس كورونا، توفي منهم نحو 16500 شخص.

ومن المحتمل أن كثيرا من التوابيت التي أهيل عليها التراب في جزيرة هارت آيلاند يعود لضحايا فيروس كورونا.

وشهدت جزيرة هارت آيلاند الكثير من عمليات الدفن في ظل انتشار وباء كورونا بوتيرة تزايدت من يوم واحد في الأسبوع إلى خمسة أيام، بحسب إحصاءات دائرة التصحيحات في الولاية.

وكان نزلاء سجن رايركرز آيلاند العمومي هم عادة من يضطلعون بمهمة الدفن في الجزيرة، لكن مع ارتفاع المعدلات في ظل انتشار الوباء، بات يشاركهم مقاولون في عمليات الدفن.

وقال عمدة نيويورك سيتي، بيل دي بلازيو، في وقت سابق من الأسبوع الجاري، إن "عمليات الدفن المؤقتة" ربما تكون ضرورية ريثما تنتهي الأزمة.

وأشار إلى أن منطقة "هارت آيلاند تُستخدم لهذا الغرض منذ أزمان بعيدة".

وارتفع عدد ضحايا فيروس كورونا في ولاية نيويورك إلى 799 وفاة يوم الأربعاء، في رقم قياسي لليوم الثالث.

وأشار حاكم الولاية، أندرو كومو، إلى تراجع أعداد الإصابات بـ كوفيد-19 التي سجلتها مستشفيات نيويورك لليوم الثاني.

وقال كومو إن ذلك دليل على أن عمليات التباعد الاجتماعي تؤتي ثمارها. وشبّه كومو الفيروس بانفجار الحادي عشر من سبتمبر/أيلول لكنه انفجار "صامت".

وتراءت بارقة أمل أخرى يوم أمس الخميس في توقعات رسمية بانخفاض معدلات الوفاة جراء الإصابة بفيروس كورونا في عموم الولايات المتحدة.

وقال أنتوني فاوتشي، عضو فريق البيت الأبيض لمكافحة فيروس كورونا، أمس الخميس، إن أعداد الأمريكيين المتوقع وفاتهم جراء الإصابة بالفيروس يناهز الـ 60 ألفا. وكان فاوتشي قد توقّع قبل ذلك أن يتراوح العدد بين مئة ومئتي ألف وفاة.

وبحسب إحصاءات حكومية، فإن الـ 60 ألف وفاة المتوقعة جراء الإصابة بفيروس كورونا تعادل سقف التوقعات الخاصة بإجمالي الوفيات جراء الإصابة بالأنفلونزا في الولايات المتحدة في الفترة بين أكتوبر/تشرين الأول 2019 ومارس/آذار 2020.

غير أن نائب الرئيس، مايك بنس، أكد أمس الخميس أن معدل عدوى كوفيد-19 يكافئ ثلاثة أمثال معدل عدوى الأنفلونزا.

وكانت تقديرات البيت الأبيض في وقت سابق تشير إلى احتمالية وفاة نحو 2.2 مليون أمريكي جراء الإصابة بفيروس كورونا ما لم يوقفه شيء.

وأُغلقت الأماكن غير الحيوية في 42 ولاية أمريكية، وطولب المواطنون بالتزام منازلهم، وشهد الاقتصاد الأمريكي تراجعا حادا.

وقال مسؤولون في الهيئات الصحية في وقت سابق من الأسبوع الجاري إن نحو نصف أعداد حالات الإصابة بفيروس كورونا وأكثر من 70 في المئة من وفياته في مدينة شيكاغو بولاية إلينوي هم من ذوي البشرة السوداء، على الرغم من أن هؤلاء لا يمثلون سوى 30 في المئة من تعداد سكان المدينة.

هذا التفاوت العرقي في الإصابات والوفيات جراء الفيروس انعكس أيضا في الأرقام التي سجلتها ولايات لويزيانا، ومسيسبي، وميشيغان، وويسكونسن، ونيويورك.

وانضم المرشح الديمقراطي المفترض للسباق على منصب الرئاسة، جو بايدن، أمس الخميس إلى المطالِبين بالإفراج عن بيانات شاملة بخصوص هذا الملمح "العنصري" لوباء كورونا.

وقال بايدن إن تلك الأرقام تلقي الضوء على عدم المساواة وأثر ما وصفه بـ "التمييز العنصري الهيكلي".

تعليقات القراء