رغم تسجيلها430 حالة وفاة و3700 إصابة.. دولة لم تتخذ أ إجراءات احترازية ضد كورونا.. "لا إغلاق ولا قيود"

الموجز

لا يزال وباء كورونا يضرب معظم دول العالم بقوة، مع ما يزيد على مليون وربع المليون إصابة، ونحو 70 ألف حالة وفاة.

وتنتهج السويد مقاربة مختلفة عن أغلب دول العالم، في وجه وباء كورونا المستجد، حيث لا تزال المدارس والمطاعم مفتوحةً وحركة السكان غير مقيّدة، بينما تعوّل السلطات على حس المسؤولية للحد من انتشار الفيروس.

ودعت السلطات الصحية الجميع إلى "تحمل المسؤولية"، أي مراعاة التباعد الاجتماعي والتطبيق الصارم لقواعد النظافة والعزلة في حال ظهور أعراض الفيروس.

وتعوّل السويد على "مناعة القطيع" أو "مناعة المجتمع"، حيث إن أصيبت نسبة كبيرة من السكان بالفيروس وتعافت منه ستكتسب مناعة جماعية ضده. حسبما نشر موقع "العربية- نت".

ازدحام في مالمو بالسويد حيث استمتع الناس أمس الأحد بالشمس بالهواء الطلق

وأثار هذا النهج جدلاً وطنياً ودولياً. وكانت بريطانيا قد انتهجته في بادئ الأمر، إلا أنها عادت وتخلت عن "مناعة القطيع" وشرعت بإجراءات عزل صارمة.

وحتى يوم أمس الأحد، سجلت السويد 6830 إصابة بكورونا و430 حالة وفاة، مقابل 3700 إصابة و110 حالات وفاة قبل أسبوع.

وكما هي الحال في العديد من الأماكن الأخرى، فإن هذه الأرقام على الأرجح أقل من الأرقام الفعلية إذ يتم فحص المرضى الذين يدخلون إلى المستشفيات والطواقم الطبية فقط.

مناشدة ملك السويد بالنسبة لعيد الفصح


من جهته، دعا ملك السويد كارل السادس عشر غوستاف أمس الأحد رعاياه إلى عدم تنظيم لقاءات عائلية في عيد الفصح، مشيراً إلى أن "هذا الأمر لن يكون ممكناً" في خضم أزمة فيروس كورونا المستجد.

وقال الملك في خطاب نقل على المحطات التلفزيونية مساء الأحد، إن الأسبوع الذي يسبق الفصح "هو وقت نحب فيه أن نسافر ونحيط أنفسنا بالعائلة والأصدقاء. وأشخاص كثر يذهبون إلى الكنيسة".

أضاف: "لكن جزءاً من هذا لن يكون ممكناً في عيد الفصح هذا العام. علينا أن نقبل بهذا الواقع. علينا أن نفكر مرتين ونستعد للبقاء في المنزل".

يذكر أن ملك السويد البالغ من العمر 74 عاماً والملكة سيلفيا البالغة من العمر 75 عاماً عزلا نفسيهما في قلعة ستينهامر في جنوب العاصمة ستوكهولم.

المراهنات الدولية تجبر فريقين للهواة على اللعب سراً


وعدم الإغلاق المعتمد في السويد كان له أثر غير متوقع على نوادي رياضية مغمورة، خاصةً في ظل توقف الدوريات المهمة حول العالم.

في هذا السياق، قالت صحيفة "سبورتبلادت" إن فريقين سويديين للهواة اضطرا لإلغاء مباراة ودية لكرة القدم قبل إقامتها سراً بسبب مخاوف من التلاعب في نتيجتها بعدما عرضتها 150 شركة مراهنات حول العالم للمراهنين في غياب مباريات ورياضات أخرى من حول العالم إثر جائحة كورونا.

ومع عدم فرض العزل الشامل في السويد رغم تفشي فيروس كورونا، كان إسكيلستونا المنافس في الدرجة السابعة يستعد لمواجهة ناشولتا شويف المنتمي للدرجة الثامنة في مباراة ودية يوم الاثنين الماضي.

لكن الاهتمام المتزايد من المراهنين وشركات المراهنات حول العالم ومحاولة التحكم في نتيجة المباراة تسبب في إلغائها.

وقال إميل شالين إريكسون مهاجم ناشولتا: "أشخاص من دول أخرى اتصلوا وكانوا يريدون التأثير على النتيجة. لم أر مثل هذا الأمر من قبل لكن الوضع مثل أي شيء آخر في ظل فيروس كورونا. هذه الأوضاع لا يمكن توقعها".

وقرر الفريقان تغيير موعد المباراة إلى السبت التالي ومن أجل منع المراهنين من معرفة ذلك تم إبلاغ اللاعبين سراً. ولم يُعلن عن المباراة أو تفاصيلها في موقع فيسبوك أو الإنترنت.

ومع الاهتمام المتزايد حول العالم فمن المحتمل أن يحول الفريقان المباراة الودية إلى حدث منتظم.

يذكر أنه، وبحسب تعليمات الحكومة، يمكن للأندية الرياضية السويدية إجراء مباريات تدريبية، بشرط ألا يتجاوز عدد الأشخاص الذين يحضرونها 50 شخصاً.

الجيش ضد إلغاء مناورات متعددة البلدان


ونهج "عدم شل الحركة" رغم تفشي كورونا، ينعكس أيضاً على المجال العسكري في السويد.

وفي هذا السياق، قال الجيش السويدي إنه ضد إلغاء مناورة عسكرية كبيرة مقررة في مايو/أيار المقبل حتى بعد انسحاب العديد من الحلفاء منها.

ومن المقرر إجراء التدريبات العسكرية "أورورا 20" في الفترة من 11 مايو/أيار إلى 4 يونيو/حزيران في الجو والبر والبحر في منطقة سكين الجنوبية بمشاركة 3000 من القوات الدولية.

وأفادت هيئة الإذاعة العامة السويدية "إس. في. تي" بأن كندا وألمانيا ألغتا المشاركة، بينما تدرس النمسا في عدم الحضور، وستقوم بريطانيا بتخفيض مساهمتها بشكل كبير.

أما الولايات المتحدة وفنلندا فأعلنتا أنهما ستشاركان في "أورورا 20".

وقال ماركوس نيلسون المتحدث باسم القوات المسلحة السويدية للإذاعة إنه من المهم للغاية بالنسبة للسويد تنظيم المناورات في أعقاب جائحة كورونا لإظهار أنه "عندما يكون المجتمع في أزمة، يجب أن يكون الدفاع في أقوى حالاته".

يذكر أنه تم إلغاء العديد من التدريبات العسكرية الوطنية والدولية في أوروبا خلال الأسابيع الماضية بسبب وضع الفيروس

تعليقات القراء