بعد عودة 21 مستشفي للعزل.. هل تقترب مصر من الموجة الثانية لـ«كورونا».. مستشار الرئيس يوضح.. ورئيس مكافحة كورونا يحذر!

الموجز

واصل مؤشر إصابات كورونا في مصر استقراره دون مستوى الـ200 حالة منذ بداية شهر أغسطس الجاري، وسط مخاوف من زيادة عدد الحالات الإيجابية خلال الأيام المقبلة في أعقاب انتهاء إجازة عيد الأضحى.

الاقتراب من حاجز الـ96 آلف

وبحسب بيانات وزارة الصحة، بلغ إجمالي عدد المصابين في مصر منذ بداية الأزمة، 95666 حالة، من بينهم 53779 حالة تم شفاؤها، و5035 حالة وفاة.

وقفز معدل التعافي من كورونا إلى 56% بالنظر إلى الارتفاع الكبير في عدد المتعافين وانخفاض الإصابات، فيما استقر معدل الوفاة عند 5.2%.

السيناريو الأول

ورغم ذلك، أعادت وزارة الصحة هيكلة خطتها للتعامل مع الوباء، بالعودة إلى "السيناريو الأول" الذي انتهجته للتعامل مع حالات الاشتباه والإصابة، إذ جرى تخصيص 21 مستشفى لعزل المصابين بالفيروس من جديد بعد إنهاء عمل الكثير منها الأسابيع الماضية، إلى جانب مستشفيات الحميات والصدر، على أن تصبح باقي المستشفيات العامة مختصة في فرز الحالات وإجراء التحاليل اللازمة لها، وفق ما قال خالد مجاهد المتحدث باسم الوزارة لمصراوي.

انخفاض ملحوظ وارتفاع مفاجئ

يقول مجاهد إنه حدث انخفاض ملحوظ في أعداد الإصابات خلال الأسابيع الماضية، وعندما ترتفع مؤخرا فهي زيادة طفيفة غير مؤثرة بشكل كبير.

ومع ذلك لا ينفي التخوف من زيادة عدد الإصابات مستقبلًا: "التجمعات زادت خلال إجازة عيد الأضحى، وبالتالي يجب تشديد الإجراءات الوقائية.. الناس مينفعش تقلع الماسكات أو يصل لها إيحاء أننا انتهينا من الأزمة، فعليا لم ننتهِ منها حتى الآن".

وهذا ما حذّر منه الرئيس عبدالفتاح السيسي قبل أسبوعين وقت افتتاح المنطقة الصناعية فى الروبيكي، آملًا أن تستمر الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الدولة مع حرص المواطنين على تطبيقها للمساهمة في انخفاض أعداد الإصابات مجددًا.

الرئيس

وقال الرئيس: "متخلوناش نضطر نرجعلها تاني علشان صحة وسلامة المصريين.. لو حصل حاجة تاني هنضطر نرجع للإغلاق.. عاوزين الكمامة والإجراءات الاحترازية، وعاوزين الإصابات والوفيات ينخفضوا ميزيدوش".

الإجراءات الاستثنائية

وعادت وزيرة الصحة هالة زايد -أول أمس- للتشديد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الوقائية واتباع التباعد الاجتماعي تحسبًا لارتفاع الإصابات بعد زيادة التجمعات خلال العيد.

هل هناك موجة ثانية؟

تتباين وجهات النظر بشأن "توقع" موجة ثانية بكورونا من عدمه. وتحدث مصراوي إلى عدد من أعضاء اللجنة العلمية والمسؤولين بوزارة الصحة وخبراء في المناعة بشأن تلك الموجة.

رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا

ينظر الدكتور حسام حسني رئيس اللجنة العلمية لمكافحة كورونا، إلى الموجة الثانية بأنها "احتمالات لا تصل إلى مرحلة التأكيد"، قبل أن يُضيف "رغم عدم تأكيدها، لكننا نُحذر المواطنين من احتمال وجود موجة جديدة، ولو حدثت فنحن جاهزون لها".

الاستعداد لتلك الموجة بحسب "حسني"، برفع جاهزية المستشفيات والطواقم الطبية والبروتوكول العلاجي، وكذلك الاتفاق على اللقاحات الجديدة فور ثبوت فاعليها وأمانها سواء لقاح أكسفورد أو اللقاح الصيني واتخاذ الكثير من الإجراءات الاستباقية. حسبما نشر موقع "مصراوي".

الموجة الثانية

وقال: "نتوقع لو حدثت الموجة الثانية أن تكون في منتصف نوفمبر المقبل، وحينها تكون الشركات بدأت إنتاج اللقاحات أول ديسمبر، وبالتالي هذه اللقاحات تقلل عدد الإصابات".

بالتوازي، كشف عضو باللجنة العلمية ومُطلع على إدارة الأزمة، أن منظمة الصحة العالمية أبلغت الوزارة أنه لا يوجد ما يؤكد احتمال وجود موجة ثانية من عدمه في مصر.

وقال المصدر الذي رفض ذكر اسمه: "بعض البلدان التي أنهت الإغلاق ظهر بها حالات جديدة بما يمثل موجة ثانية، لكن اعتقادي أن هذه المناطق نفذت العزل بشكل مشدد وعندما أنهت الإغلاق تعرض المواطنون للعدوى بشكل كبير"، مضيفًا: "نحن اختلفنا في ذلك؛ فلم نُغلق بشكل كامل و(الموجة كانت واخدة وضعها) ولا نرجح أن تعود زيادة الإصابات للزيادة بأعداد كبيرة مثلما الحال في يونيو ويوليو".

في رأي عضو اللجنة العلمية أننا يجب "أن نعود للمربع (أ) في تطبيق الإجراءات الاحترازية، ولا نتهاون على الإطلاق".

الصحة توضح

"كورونا غير متوقعة ولا نستطيع التكهن بالموجة الثانية، لكن بالتوازي نتخذ جميع الإجراءات الوقائية"، بحسب المتحدث باسم وزارة الصحة.

وأضاف: "نحن لا نعمل بالتوقع سواء موجة أولى أو ثانية، دعنا نقول إن هناك زحامًا حدث في إجازة العيد وبالتالى نبهنا إلى ضرورة تشديد الإجراءات، وهذا لا يعني أننا نقول إن هذه موجة ثانية، وفي الأساس هناك دول لم يعاودها الارتفاع في الأساس وتسبقنا في الوضع الوبائي".

المصل واللقاح

رأي مخالف طرحه الدكتور أمجد الحداد، مدير مركز الحساسية والمناعة بالمصل واللقاح، بتوقع حدوث "موجة ارتدادية" لإصابات كورونا في مصر بسبب تخفيف المواطنين لإجراءاتهم الاحترازية خلال إجازة العيد.

أضاف "الحداد" أن توقع زيادة الإصابات خلال الأيام الجارية سيكون في بعض المناطق خاصة مع زيادة تنقل المواطنين، ولا يعني ذلك موجة جديدة من كورونا في مصر بل ضمن الموجة الأولى التي لا نزال فيها إلى الآن "هناك أماكن لم تتشبع من الإصابات وحدث فيها تخفيف للإجراءات، وبالتالي ستظهر فيها إصابات جديدة، و(مفيش موجة ثانية)".

الاتحاد الإلماني

عالمياً، قال الاتحاد الألماني للأطباء إن الموجة الثانية من جائحة كورونا، التي يخشى قدومها الكثيرون، تحدث بالفعل، بعدما أظهرت البيانات الرسمية ارتفاعًا في أعداد المصابين.

كما حذر باحثون في هونج كونج، من خطورة تفشي الموجة الثانية، مع انخفاض حالات الإصابة بالعدوى واستعادة النشاط الطبيعي تدريجيًا.

الصحة العالمية

ومع ذلك، حذرت منظمة الصحة العالمية، من التهاون في مواجهة كورونا، داعية إلى الاستمرار في تطبيق الإجراءات لإبطاء العدوى.

ونبهت في بيان الأسبوع الماضي، إلى مغبة التفكير في وجود موجات للفيروس، قائلة: "ستكون موجة كبيرة واحدة. سوف تتفاوت علوًا وانخفاضًا بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة، وتحويلها إلى شيء ضعيف".

ختامًا، أوضح الدكتور أمجد الحداد أن خطورة الفيروس انخفضت في مصر لكنه لا يزال يُهدد بضراوة كبار السن ومرضى السكر وأصحاب الأمراض المناعية، وقد نجد وفيات كبيرة في هذه الفئات، ومن ثمَّ يجب أن تظل الإجراءات مشددة حتى ظهور المصل.

مستشار الرئيس

شدد الدكتور محمد عوض تاج الدين، مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة، على أنه لا يمكن الجزم بوجود موجة ارتدادية لفيروس كورونا على الرغم من انخفاض أعداد الإصابات خلال الفترة الماضية.

وأضاف " تاج الدين" خلال مداخلة هاتفية، ببرنامج "حضرة المواطن" المذاع علىقناة "الحدث اليوم" أن توقعه بزيادة أعداد الإصابات عقب إجازة عيد الأضحى مثلما حدث بعد إجازة عيد الفطر.

وأوضح "مستشار رئيس الجمهورية لشئون الصحة،" أن  السبب في الزيادة المتوقعة للأعداد هو الحركة الداخلية الكثيفة خلال فترة الأعياد للسفر إلى النجوع والقرى، مشيرا إلى الكثافة الشديدة في السواحل حاليًا.

عودة 21 مستشفى للعزل

وبسؤال عن عودة 21 مستشفى إلى العزل مرة أخرى أشار" تاج الدين" ، إلى أن هذا الإجراء ضمن الخطوات الاستباقية للتعامل مع فيروس كورونا لمواجهة أي زيادة متوقعة في الأعداد، مؤكدًا على الاستعداد البشري والتفني في هذه المستشفيات.

تعليقات القراء