«بدلًا من دعمها التنمر ضدها».. قصة «طبيبة» تفحص «مصابي كورونا» جيرانها اتهموها بـ«نشر الفيروس» ويجبروها لترك منزلها

الموجز

انتشر «التنمر» لحد أنه أصبح من المخاطر التى قد تؤدى إلى الهلاك، فلم عادة سيئة قاصرةعلى الاطفال، لكن يمارسه الكبار أيضا في أوقات عصيبة يمر بها العالم من انتشار وباء قاتل "فيروس كورونا".

وحالة التنمر الحالية قد تكون غريبة، خاصة في ظل انتشار وباء كورونا القاتل، والأغرب أن ضحيتها من تقوم وتتصدى بالصفوف الأولى للمرض القاتل "الجيش الأبيض" كما يطلق عليهم مؤخرًا "الأطباء".

وتعرضت طبيبة من محافظة الإسماعيلية، للتنمر الشديد، من قبل جيرانها الذين حاولوا طردها من مسكنها، خوفًا من إصابتهم بفيروس كورونا المستجد «كوفيد – 19«.

ونشرت الطبيبة دينا مجدي، طبيبة الأمراض الجلدية، بمستشفى حميات الإسماعيلية، مقطع فيديو على منصات التواصل الاجتماعي، قالت فيه إن أهالي العقار الذي تسكن فيها حاولوا طردها منها بعد علمهم بإشرافها على المصابين بفيروس كورونا.

ونشرت الطبيبة دينا مجدي، مقطع فيديو لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، تقول فيه إنها تعمل بمستشفى حميات في محافظة الإسماعيلية، وتعرضت للتنمر من قبل أهالي العقار الذي تسكن فيه، حتى أن الأمر تطور ووصل إلى حد محاولتهم طردها من مسكنها، بزعم الخوف من انتشار الفيروس في المنطقة لكونها من المخالطين لحاملي الفيروس بالمستشفى. حسبما نشر موقع "إرم نيوز".

وأوضحت الطبيبة أنها كانت تعمل منذ البداية في إحدى المستشفيات قبل أن يصدر قرار من وزارة الصحة بنقلها إلى مستشفى الحميات في الإسماعيلية لمشاركة الأطباء في مواجهة جائحة كورونا.

وأضافت مجدي أنها قررت أيضا أن تسكن بمفردها، وتركت أسرتها بالقنطرة حفاظا عليهم، إلى جانب اتخاذها كافة التدابير الاحترازية داخل وخارج مكان العمل.

وبينت الطبيبة دينا أن طبيعة عملها داخل مستشفى الحميات كونها طبيبة أمراض جلدية تتلخص في القيام بفرز حالات الاشتباه بفيروس كورونا، وذلك بسؤال المريض عن الأعراض وتاريخه المرضي وما إذا كان قد خالط إحدى الحالات الإيجابية أم لا، ومن ثم تقرر إرساله للطبيب المختص لعمل تحليل PCr.

وأشارت إلى أنها بعد مرور 5 أيام من العمل داخل مستشفى الحميات فوجئت بجيرانها ينادون عليها ويطالبونها بالرحيل، إلى جانب محاولتهم طردها من المسكن بزعم أنها حاملة للفيروس.

وأكدت الطبيبة أنها لم تتردد لحظة في طلب الاستعانة برجال الأمن، وقامت بالاتصال بشرطة النجدة، التي نجحت في فض تجمهر المواطنين، لافتة إلى أن ما حدث لا يخرج من مجتمع يعاني من وباء عالمي.

وختمت الطبيبة قصتها قائلة: ”إحنا بشر زينا زيكم.. ومش مشبوهين علشان نتعامل بالطريقة دي، إحنا مش محتاجين حاجة منك غير شوية تقدير مش أكتر“.

ولاقى الفيديو الذي نشرته الطبيبة تفاعلا واسعا بين المتابعين على مواقع التواصل الاجتماعي الذين قاموا بحملات تأييد ومساندة للطبيبة الشابة، واستنكروا ما فعله الجيران وطالبوا بمحاسبة المسيئين لها.

وأعلن الدكتور سعيد الشربيني، نقيب أطباء الإسماعيلية، تضامنه الكامل وأعضاء مجلس النقابة مع الطبيبة دينا مجدي، واصفا ما حدث معها بأنه ”ينم على جهل مبالغ فيه“.

وقال «الشربيني»، في بيان أمس الأربعاء، إن النقابة تقدم كامل الدعم للطبيبة، مستنكرا ما فعله «قلة غير مسؤولة من جيرانها، وعدم تقديرهم للدور الكبير الذي تقوم به في مكافحة الفيروس وتعريض حياتها للخطر».

قب الدكتور أسامة عبد الحي، عضو مجلس النقابة العامة للأطباء، على شكوى طبيبة بحميات الإسماعيلية من التنمر بسبب فحصها مصابي فيروس كورونا، قائلا إن هذه الواقعة مؤسفة وتنم عن جهل مبالغ فيه.

ولفت خلال اتصال هاتفي ببرنامج "رأي عام"، المذاع على شاشة قناة "TEN"، أنه ليس بالضرورة جميع العاملين بالحميات يكونون داخل لجنة فرز مرضى فيروس كورونا، أنه يتم عزل ذاتي لأي شخص داخل المستشفى خالط مريض، كما يتم إجراء له التحاليل اللازمة. حسبما نشر موقع "الوفد".

وأشار إلى أنهم يطالبون باعتبار ضحايا هذه المرحلة ضد الفيروس من الأطقم والتمريض من الشهداء.

فيما استنكر أحد المعلقين ما حدث مع الطبيبة قائلا: ”‏بدلا من دعمها.. طبيبة بمستشفى الحميات تكشف كيف أبلغ أهالي الحي عن إصابتها بكورونا لطردها من مسكنها خوفا على أنفسهم“.

وشارك آخر قصة الطبيبة وعلق قائلا: ”‏رغم أنها فضلت تعيش في شقة بعيدا عن أهلها عشان تكون لوحدها بعيد عن ضعف مناعة والديها، لكن يجي شوية جهلة معدومي المروءة جيرانها في الشقة عايزنها تمشي من مكانها عشان متنقلهمش المرض وهي ولا مريضة ولا حاجه وبعضهم اتهمها إنها مخبية حالة كورونا في الشقة“.

كانت الطبيبة نشرت على صفحتها الشخصية بـ«فيسبوك» فيديو تستغيث فيه من تعرضها للتنمر واتهامها من بعض جيرانها بمدينة الإسماعيلية بنشر الفيروس، معلنة التقدم ببلاغ على خلفية مضايقتها.

وقالت الطبيبة إنها حضرت إلى الإسماعيلية لأداء عملها في مستشفى الحميات بعد استدعاء مديرية الصحة لها، وأنها تقوم بتشخيص حالات الاشتباه وتعمل يوميا وتعود لمنزلها بمقر عمارة خالتها في مدينة الإسماعيلية، حيث تقيم منذ استدعاءها قبل أن تتعرض لمضايقات من الجيران.

وطالبت الطبيبة بحمايتها وزملاءها من التتنمر وعدم تقدير الدور الذي يقومون به في ظل هذه الظروف الصعبة، فيما اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي بحملات التأييد للطبيبة الشابة.

 

تعليقات القراء